ما من بناتك يا دار الهدى بان
أبيات قصيدة ما من بناتك يا دار الهدى بان لـ وديع عقل
ما من بناتك يا دارَ الهدى بان
في الأرض إلا مناراتٍ لأذهان
معاهد العلم في الدنيا معاهدهم
والشرق والغرب تلميذان سيان
إن اليسوعي أولى من يقول أنا
أهلي الورى وفسيح الكون أوطاني
تراه في الغرب غربياً يهيم به
صبابةً وهو في اليابان ياباني
بنى مدارسه في الخافقين فلا
صقعٌ تخلف عنه ذلك الباني
مدارسٌ طاف طلاب العلوم بها
على تباين أنسابٍ واديان
من يافقي وسامي وغيرهما
من أحمديٍّ وبوذيٍّ ونصراني
تصاحبوا اخوةً لا سعي بينهم
لصائدٍ بين انجيلٍ وقرآن
ولا اهابَ بهم داعٍ لغير تقى
ولا ثناهم على غير الهدى ثانِ
حتى إذا نهلوا من وردهم صدروا
عنه وهم رسل اصلاحٍ واحسان
انى التفت تجدهم بارزين على
ذرى المعالي ولاة الرأي والشان
هذي مفاخرهم في مصر معلنةً
فضل الألى علموهم خير اعلان
فللامير حديثٌ عن معلمه
وللوزير وللقاضي حديثان
شهادة لليسوعيين ناطقةٌ
في مصر مأثورةٌ عن كل ديوان
وما استقلت بها مصر فقد صدعت
بها المواطن من قاصٍ ومن دان
تلك الشهادة لا تفنى وأحرفها
منقوشةٌ فوق هذا العالم الفاني
حي اليسوعي اني لاح طالعه
تحي طالع توفيق وعمران
جوابةً نضو جهد زراعاً لك ما
تجنيه من علمه يا أيها الجاني
سبيله الزهد باللذات ينكرها
سعياً إلى لذة في العالم الثاني
مستلئمٌ بمجنِّ الصبر منقطعٌ
في وحشةِ الدير عن أهلٍ واخوانِ
قامت له دولةٌ في الأرض راسخةٌ
لها من العلم والمعروف ركنان
وفي السماء لها بندٌ وفي ثبج ال
غبراء بندٌ وفي الدارين جيشان
تزل عنها دواهي الدهر خاسئةً
كأنها ناطحت اطواد لبنان
يا جارة الأزهر استجلي الثغور وقد
تبسمت لك عن حبٍّ وعرفان
واستقبلي العيد ميموناً يباركه
مباركان ترابيٌ وروحاني
ورتلي حمد اسماعيل إن له
عليك خير يدٍ من خير معوان
لولا عوارفه لم يجر منهلك ال
صافي ولا ساغَ في مصر لظمآن
ولا غرستِ بوادي النيل زنبقةً
ولا تنفحت منه نفحَ ريحان
فرددي حمده يا دارُ صائغةً
به قلائدَ ياقوتٍ وعقيان
ولا تخافي فاسماعيل ما حجبت
سيوفه عن مناحيها بأجفان
إن كان ناظره عن مصر في سنةٍ
فقد رعاها بقلبٍ غير وسنان
فؤاده ملءُ عين الشرق لافتحت
عينٌ أبت ان تفديه بانسان
ولا جرى النيل إلا تحت رايته
من العريش إلى خزان اصوان
يجري وفاروقه المحروس ينشده
واديك وادي والسودان سوداني
ودونه كل شعبٍ ما وقفت به
إلا أبا طيبٍ في شعب بوان
كأنما الدر مخزون بتربته
والدوح يستله منها بأغصان
والغيد تغدو وتمسي في خمائله
مياسةً تحت ظل الرند والبان
إن الكنانة من جنات ربك لم
يظفر بأزين منها لحظ رضوان
لولا معالمها في الشرق لاندثرت
معالم هي من ميراث قحطان
وانهارت الضاد واندكت معاهدها
وغربت بأخيها بنت غسان
يا مصر حسبك أن العرب ما وجدوا
سواكِ للضاد حصناً غير مهوان
وأن للعلم رسلاً فيك قد نزلوا
خمسين حولاً ولا لاحٍ ولا شان
تجلت اللغة الفصحى بظلهم
كأنما هي في أكناف نجران
في عهد ما تلقى منه طالبه
إلا هوى مصر معقوداً بإيمان
فصافحي قومه يا مصر منشدةً
القوم قومي والاعوان أعواني
وباكري محفل اليوبيل ناثرةً
على مطالعه أزهار نيسان
فهو اليسوعي درعٌ من دروعك لا
يهي وعامل خيرٍ ليس بألواني
وقفت في داره بالذهن أنشدها
شعري وتطري وادي النيل الحاني
حيتك يا دار من لبنان عاطرةٌ
أرزية صدرت عن قلب ولهالن
شرح ومعاني كلمات قصيدة ما من بناتك يا دار الهدى بان
قصيدة ما من بناتك يا دار الهدى بان لـ وديع عقل وعدد أبياتها تسعة و أربعون.
عن وديع عقل
وديع بن شديد بن بشارة فاضل عقل. صحفي لبناني، له نظم حسن. ولد في معلّقة الدامور، وأكمل دروسه العربية والفرنسية في مدرسة الحكمة ببيروت، واستقر بها، ومارس التعليم سبع سنين، وشارك في إصدار جريدة (الوطن) ثم (الراصد) ، وانتخب نقيباً للصحافة مرتين، ورئيساً للمجمع العلمي اللبناني، مدة قصيرة فُضّ المجمع على أثرها (سنة 1930) ، وكان من أعضاء مجلس النواب اللبناني، مدة وجيزة. توفي ببيروت. وله (ديوان شعر - ط) ، وله: أربع روايات تمثيلية مطبوعة، و (شرح لرسالة الغفران) لم يطبع.[١]
تعريف وديع عقل في ويكيبيديا
وديع بن شديد بن بشارة فاضل عقل (15 فبراير 1882 - 5 يوليو 1933) هو صحفي وشاعر وكاتب لبناني. أظهر نشاطا ملموسا في كثير من ميادين الأدب، ومارس التعليم مدة ثم اشترك في تحرير بعض الصحف، وانتخب رئيس المجمع العلمي اللبناني كما انتخب نائبا في المجلس التمثيلي اللبناني عن جبل لبنان. وانتخب نقيب الصحافة اللبنانية مرتين في 1925 وفي 1928. شعره ونثره يتصفان بالمتانة والسهولة و الدقّة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ وديع عقل - ويكيبيديا