متى شئت يا ريب الزمان فعاود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة متى شئت يا ريب الزمان فعاود لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة متى شئت يا ريب الزمان فعاود لـ ابن هتيمل

مَتى شِئتَ يا ريبَ الزمانِ فَعاوِد

وقارِب عَلَى ما كانَ مِنكَ وباعِدِ

ولا تَرتَدِع عن فاسدٍ غيرِ صالِحِ

دَنيءٍ ولا عَ، صالحٍ غَيرِ فاسِدِ

فَما أنا في طيبِ الحياةِ براغبٍ

ولا أنا في خُبثِ المماتِ بزاهدِ

أبعدَ عليّ أتقي رُزء ماجدٍ

أبى اللهُ أن آسى لِمصرَعِ ماجد

وما أنا إلا ناقصٌ غيرُ ناقصٍ

جَماعَتَه أو زائِدٌ غيرُ زائِد

وهَوَّن وَجدي في عَليٍّ وحَسرتي

وما بيَ أنّي بَعدهُ غيرُ خالِد

فإن القُرونَ الأوَّلين وآلِههم

أولي الوحي بادُوا واحداً بعدَ واحد

فما أمُّ فَردٍ شَذبَ الدَّهرُ غُصنَها

بأحداثِه تَشذيبَ إحدَى الجَرائِد

نَشا وهي صِفرُ الرّاحتَينِ فَرُحنَها

فوائد مِنهُ أُردِفَت بِفَوائِد

تُعوّذُه خوفَ الرَّدى وتَعدُّه

عَلى كُلِّ حالٍ عُدةً للشدائِد

أطافَ بِه طَيفُ المَنُونِ فَعادَها

مِنَ المَسِّ طَيفٌ باختِلافِ العَوائِد

وما مُرجَحِنّاتُ القُلُوبِ لَوائباً

ألَجَّ عَلَيها ذائدٌ أيُّ ذائِد

تُشارِفُ أعفارَ الحياضِ وتارَةٌ

تُهافَتُ في غَمرِ الدَّلالةِ بارِد

تُرَدُّ إلى طُرقِ المَصادِرِ عُنوةٌ

وقد حَجَبُوها عَن طَريقِ المَوارِد

وَما أمُّ خِشفٍ فَوَّقَته وأدبَرَت

تُورِّقُ في سِربِ البَوادي الأوابِد

تُكافشحُه غُضفٌ تَرِنُّ خَصاصَةً

مُقَلَّدَةً أعناقُها بالقلائد

بأوجدَ مِنّي يا عَليُّ وإن هَمَت

عَليكَ شُئونُ الشّامِتِ المُتواجِد

عذرتُ القُلُوبَ الذائِباتِ كآبةً

عليكَ فما عُذرُ العُيونِ الجَوامِد

وما عِلَّةُ لاأحياءِ لا ماتَ مَيِّةٌ

ولا فَقَدُوا عَن حُزنِهم رَوحَ فاقد

أكانَ قَرارُ الحُكمِ في مستَقَرِّه

بموتِك لا قرَّت عيو،ُ الحواسد

فما كانَ أحفاني بِخَدِّيكَ أن يُرى

وِسادُهُما في التُّربِ غيرَ الوسائِد

وأشفقني مِن تَركِ وجَهِكَ لِلبِلى

تُقَبلُه بيضُ الوُجوهِ الخَرائد

بنَفسيَ إن لم تُغنِ نَفسيَ فديةٌ

فأهلي ومالي مِن طَريفٍ وتالد

قُبورٌ على جَنبِ الطريقِ هَوامِدٌ

مُضَمَّنةٌ غَيرَ النفوسِ الهَوامِد

تُسَيرُها مِن تحتِها وهي فَوقَهم

رَواكدُ أمثالَ الجِبالِ الرَّواكد

تَشَرَّفَ مِن بينِ البَقيعِ تُرأبُها

بأشرفَ مَولُودٍ لأكرمِ والد

أبا حَسَنٍ إن أقصَدَتك يدُ الرَّدى

وَما قَصدُها فيما عَناكَ بقاصِدِ

فواللهِ ما ذِمرٌ يُحامي جِلادَه

قويُّ القُوَى في الرَّوعِ حِتفُ المُجالد

ولا أعصمُ الساقَينِ في مُشمَخِرَّة

مِن الشُّم في شِمراخِه المُتَقاوِد

إذا حَدَّرتهُ الريّحُ عَن شُرفاتِها

تَصاعَدَ مِن عَليائِها المُتصاعِد

أَبَنَّ بِلِصبٍ ينتهي بانسِفاحِه

إلى حَيثُ أنهاه صِلابُ الجَلامِد

ولا حادرٌ ضارٍ ببيشَةَ مُنطَوٍ

عَلى حَنقٍ غَضبانُ ضخمُ السَّواعِد

يَدِلُّ بنفسٍ لا تَهابُ مُعظَّما

ولا تَنتهي بالمَطلَبِ المُتَباعِد

ولا أعرمُ العِطفقينِ يَحميَ خيلَه

بمَهمَهَةٍ من أن تُذادَ بذائِد

مِنَ الرُّقشِ نِضنانضُ اللِّسان كأنَّما

تَجَمَّعَ في خُرشاهُ سُمُّ الأساود

طَوى خدَّهُ الأيامُ حتى كأنَّه

لِدِقَّتِه والصُّمِ بَعضُ المَراود

بأوجَعَ مِمّا ذُقتهُ فاعلَمَنَّه

جَليَّة أمرٍ بالحَقيقةِ واكد

لَعمري لقد قامَ ابنُ أمِّكَ فانجلى

مَقالُ الأعادي ربَّ ساعٍ لِقاعد

على صِغَرٍ من سِنَّه وجِراحِهِ

يَسيل بِخَمريٍّ مِن الوَجدِ عانِد

ألَّبَّت عَلى نُصبَيكَ كُلُّ مُلِثةٍ

تُمَخَّض عن مُزن لِتُربكِ عامدِ

ولا زالَ رُوحُ اللهِ منه ولًطفُه

ورَحمَتُه ما بينَ بادٍ وعائد

شرح ومعاني كلمات قصيدة متى شئت يا ريب الزمان فعاود

قصيدة متى شئت يا ريب الزمان فعاود لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي