متى يتجلى أفق مصر بأقماري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة متى يتجلى أفق مصر بأقماري لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة متى يتجلى أفق مصر بأقماري لـ ابن حجر العسقلاني

مَتى يتجلّى أفق مصرَ بأَقماري

وَأَروي عَن اللقيا أَحاديثَ بَشّارِ

وَأَقرأ آيَ الوصل من صُحفِ أَوجهٍ

مواضعُ ختمِ اللثمِ فيها كأعشارِ

وأهتزّ كالنشوان مِن فرحِ اللقا

بِلا مِنَّةٍ عِندي لكاسات خَمّارِ

إِلى مِصرَ واشوقاً لمصرَ وَأهلها

تشوُّقَ صبٍّ لِلنوى غيرِ مختارِ

وَيا وَحشَتي يا مصرُ منك لبلدة

لداخلها بالأمن بشرى من الباري

تهبُّ نسيماتُ الشمال بأَرضها

فينشق مِنها الأنفُ جَونةَ عطّارِ

محسَّدَةٌ لا قَدح فيها لعائب

عَلى أَن زندَ الفضل مِن أَهلِها واري

إِذا فاخروها قام صارِمُ نيلها

بِمقياسِ صِدقٍ كاسِراً كلّ فخّارِ

مَراتِعُ لَذّاتي وَملهى شَبيبَتي

وَمَبدأُ أَوطاني وَغايَةُ أَوطاري

وَمَنزِلُ أَحبابي وَمنزِه مقلتي

ومطلعُ أَقماري ومغرب أَفكاري

لبستُ ثياب اللهو فيها خلاعةً

وَقامَت عَلى خَلعي عذاريَ أَعذاري

فَكَم من غَزال لي بِها كَغَزالة

تملّكَ روحي باِلتفات وَإِسفارِ

ومن قمر لِلبَدر من نور وجهه

سِرارٌ ومحقٌ بعد تَمٍّ وَإِبدارِ

ينِمُّ عَلَينا عَرفُهُ حينَ يَنثَني

فَيهزا بأغصان وَيُزري بأَزهارِ

أَأَحبابَنا أُصليتُ في البحر بَعدَكُم

بِناري وَأَنتُم في رياض وَأَنهارِ

رمتني النَوى حَتّى ركبتُ مطيّةً

أَحاديثُها فيها غَرائِبُ أَسمارِ

إِذا السَهلُ أَوفى أَبطأت في مسيرِها

وتسرعُ في الأَمواج سيراً بأَوعارِ

وجاريَةٌ لكنّها تسترقُّ من

تَبَطَّنَ فيها من عَبيدٍ وَأَحرارِ

وَإِن رُحِلَت في البَطنِ تَمشي سَريعة

عَلى ظَهرِها فَاِسمَع عَجائِب أَخباري

ولا خَيرَ فيها غيرَ أَنّ نزيلَها

نَديمٌ لقرآن مديم لأذكارِ

وَأَعجبُ ما أَحكيهِ أَنّي مُسافِرٌ

مقيمٌ ولكن منزلي أَبَداً ساري

وَفي سفري لَم أَلقَ لي مِن مؤانِسٍ

سِوى الكُتبِ أَجلو الهَمَّ مِنها بأَسفارِ

أَبيتُ سَميرَ الأفق أَحسبُ أَنَّكُم

كَواكِبهُ حَتّى تعشّقتُ سَمّاري

وَفارقتُ أَنفاسَ الحَبيب وثغره

فَطال الدُجى من فقد صبحي وَأَسحاري

بَكى ناظِري بالدمع وَالدمِ وَالكَرى

فَمُذ نَفِدَت طُرّاً بكاكُم بأَنوارِ

فَما أَظلم الدنيا بعيني وَقَد نأت

ولاة غَرامي العاذِلون وَأَقماري

لَبِستُ ثياب الليل حُزناً عَلى اللقا

وَصرتُ لذيل الدمع أيّة جَرّارِ

وَما في ضَميري غَيركُم مذ فَقدتكُم

فَحذفُكمُ عَن مُقلَتي حَذفُ إِضمارِ

وَأَنتُم منى روحي وَهدي بصيرتي

وَتَنويرُ أَبصاري وَتَيسير إِعساري

نَزَلتُم بِقَلبي وَهوَ عَمّارُ حبّكم

فأَضرمتم دار الضيافة بالنارِ

فَفي البين لا تَبغوا لَهُ القتلَ إِنَّ مِن

عَلامَةِ أَهلِ البَغي مقتَلُ عَمّارِ

أَظُنُّ النوى ليسَت بعارٍ لأَنَّني

عهدتُكُمُ لا تغمضون عَلى عارِ

فَيا نسماتِ الريح باللَه بلّغي

سَلامي عَلى روحي المقيمة في داري

سليها تُسامِح مقلتي بِمَنامها

لتحظى بطيب الوصل من طيفها الساري

وَلا تخبريها عن سقامي يسوؤها

ولا سَهَري الباقي وَلا دَمعي الجاري

وَقولي لَها إِنّي عَلى عهد حبّها

مُقيمٌ وَإِن لَم تُطوَ شُقَّةُ أَسفاري

رحلتُ بِلا قَلبٍ وَلا أَنَسٍ وَلا

لَذيذ مَنامٍ وَهيَ أُنسي وَتذكاري

وأذكر داراً قد حَوَت طيبَ عَرفها

فأرتاحُ في الأَشعار للرند والغارِ

ومن رضيَ الآثارَ مِن بَعد عينِهِ

فَمَن ليَ مِن معشوق قَلبي بآثارِ

فَإِن أَصبحَت مَن هامَ قَلبي بحسنها

مهاجرةً أَمسَت دموعيَ أَنصاري

كَفى حزَناً أَن لا نَصيرَ سِوى البُكا

لتخفيف أَحزاني وَإِخفاء أَسراري

وَما اِستعبَرَ العُشّاقُ إِلّا ليَدفَعوا

يَدَ الحُزنِ جَهلاً عَن قلوب بِأَبصارِ

أُسِرُّ غَرامي من عذول وَحاسِدٍ

فَإِعلانُ صَبري لا يُشابِهُ إِسراري

بليتُ بمَن لَم يَدرِ مقدارَ صبوتي

فَيا لَهفي بَعدَ الرَحيل عَلى الدارِ

وَأَبسِمُ لكن لَو بَدا لَكَ باطِني

ظهرتَ عَلى نارٍ بِهِ ذاتِ إِعصارِ

ورُبَّ صَديقٍ ضاقَ بالبين صَدرُهُ

وَما كُلُّ من لاقى الفراق بصبّارِ

يَقول أُواري لومتي أَو أَبُثُّها

وَما حالُ زندِ الصبر قلت له واري

لَقَد غرّني داعي الفراق فها أَنا

وردتُ وَلَم أَعلَم عَواقِب إِصداري

حَليفٌ لأَشجانٍ طَليقُ مَدامِعٍ

صَديقٌ لأَحزانٍ أَسيرٌ لأَفكاري

وَأَنفقتُ عمري للوصول إِلى اللقا

فَما نِلتُ ممّا أَرتَجي عُشرَ مِعشارِ

سِوى أَنَّ هَمّي في فؤادي مقرَّرٌ

وَراتِبُ دَمعي بعدهم مطلقٌ جاري

شرح ومعاني كلمات قصيدة متى يتجلى أفق مصر بأقماري

قصيدة متى يتجلى أفق مصر بأقماري لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي