محاولة تشكيلية لرسم بيروت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محاولة تشكيلية لرسم بيروت لـ نزار قباني

1
عندما ترجعُ بيروتُ إلينا
بالسلامهْ ..
عندما ترجعُ بيروتُ التي نعرفها
مثلما ترجعُ للدار الحمامهْ ..
سوفَ نرمي في مياهِ البحر
أوراقَ السفر ..
وسنستأجر كرسيينْ في بيتِ القمرْ .
وسنقضي الوقتَ ,
في زرع المواويل ِ ..
وفي زرع الشجرْ
آهِ .. يا بيروتُ كم أتعبنا هذا الشفرْ .
فاغمرينا ..
بمكاتيبِ المحبينَ .. اغمرينا
بتقاسيم العصافير .. اغمرينا
بمزاريبِ المطرْ ...
2
عندما ترجع بيروتُ
التي كانت ملاذاً لهوانا .
والتي قد أورقتْ
فيها من الحب يدانا
مثلما يرجع في الفجر الشراعْ
عندما ترجع بيروتْ ..
فهل تأخذني ؟
يا صديقي , مرة أخرى ,
إلى سهل البقاعْ .
حيثُ أغلى حلم ٍ عندي
(عروسٌ من لبنْ)
آهِ .. كم كان بسيطاً
حبّ ذيـَّاك الزمنْ
آهِ .. كم كانَ جميلاً
إن يكون الحبُّ إقليماً صغيراً
من أقاليم الوطنْ ..
3
هل من الممكن أن تطلعَ بيروتُ الجميلهْ
مرة ً أخرى ..
من الأرض الخرابْ ؟
هل من الممكن , أن ينبتَ قمحٌ
في مياه البحر ِ ,
أو يأتي مع الموج كتابْ ؟
هل من الممكن أن نكتبَ شعراً ؟
مرة ً أخرى .. على حبةِ لوز ٍ أخضر ٍِ
أو على قطن السحابْ ؟
هل لدينا ؟.
فرصة أخرى لكي نعشقَ ..
أم أن العيونَ الخضرَ ضارتْ مستحيلهْ ؟
والعيونَ السودَ صارتْ مستحيلهْ ؟
وإذا عاد إلينا (شارع الحمراء)
لو عادت إلينا (الرملة البيضاء)
لو عادتْ لنا ..
(منقوشة الزعتر) ..
و( الكورنيشُ) ..
لو عاد لنا (مقهى دبيبو)
والمشاويرُ الطويلهْ ..
4
لو فرضنا ..
لو فرضنا ..
أنْ بيروتَ الجميلهْ
نهضتْ من موتها ثانية ً
مَنْ سيعطينا مفاتيحَ الطفولهْ ؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي