محا قدومك عنا الرعب والعدما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محا قدومك عنا الرعب والعدما لـ ابن سهل الأندلسي

اقتباس من قصيدة محا قدومك عنا الرعب والعدما لـ ابن سهل الأندلسي

مَحا قُدومُكَ عَنّا الرُعبَ وَالعَدَما

وَنَوَّرَ الفاحِمَينِ الظُلمَ وَالظُلَما

وَأَوسَعَ السِلمَ أَمناً وَالهَياجَ رَدىً

وَالأُفقَ نوراً وَأَكنافَ العُلا كَرَما

إِنَّ اِعتِمادَكَ سَيفٌ لا يُفَلُّ لَهُ

غَربٌ إِذا فُلَّ غَربُ السَيفِ أَو حُطِما

وَفَضلُ رَأيِكَ لَو يَرمي بِبادِرَةٍ

مِن عَزمِهِ سَدَّ ذي القَرنَينِ لَاِنهَدَما

أَعدَدتَ لِلدَهرِ آراءً تَري وَيَداً

تَرمي نِصالاً تُسَمّيها الوَرى هِمَما

هَل مِنهُ وارِدَةٌ وَالنَصرُ يَقدُمُها

إِلّا وَكانَ لَها إِقدامُكُم قَدَما

أَتَيتَ في الدِرعِ فَوقَ الطِّرفِ مُرتَدِياً

ماضٍ كَحامِلِهِ لَو أُعطِيَ الفَهَما

كَالبَحرِ في النَهرِ فَوقَ السَيلِ مُتَّشِحاً

بِجَدوَلٍ قَد شَفى في الشِركِ كُلَّ ظَما

وَالسَردُ قَد ضاقَ ذَرعاً إِذ حَواكَ عَلى

مَن لَم يُضِق صَدرَهُ خَطبٌ وَإِن عَظُما

لِلَّهِ مِنكَ أَبا عُثمانَ مُكتَسِباً

حُلوَ الثَوابِ بِمُرِّ الصَبرِ مُغتَنِما

شَيحانُ يَحسِبُ بَردَ الظِلِّ هاجِرَةً

حَتّى يُرى بِخِمارِ النَقعِ مُلتَثِما

البيضُ نَدمانُهُ وَالبيدُ مَجلِسُهُ

فَإِن يُرِد سَدلَ تِرسَ يُرخِهِ عَلَما

حُسامُهُ ضَرَّةٌ لِلجودِ فيهِ فَقَد

تُقُسِّمَ البَدرُ وَالضِرغامُ بَينَهُما

لَو أَنَّ بَيضاءَ سامَت أَبيَضاً شَطَطاً

لَحارَبَت غيدُهُ أَسيافُهُ الخِذَما

وَرُبَّما قَبَّلَ الثَغرَينِ مُرتَشِفاً

ريقَينِ يُدعى نَجيعاً ذا وَذاكَ دَما

إِن هَزَّ مَعطوفَ ذي لَم يَحنِهِ لَهُما

أَو عَنَّ مِعطَفُ هَذا يَحنِهِ لَهُما

يَرى الدِماءَ عُقاراً وَالظُبى زَهَراً

فَالحَربُ راحٌ وَرَيحانٌ كَما زَعَما

مُنازِلُ الذِمرِ يُبقي دِرعَهُ كَفَناً

وَضارِبُ القِرنِ يَثني سَرجَهُ وَضما

مَن يُقبِلُ الخَيلَ وَالأَرواحُ مُدبِرَةٌ

وَيُضحِكُ النَصرَ إِذ تَبكي السُيوفُ دَما

وَمَن جَنى سَيفُهُ ضَرباً فَيَحسَبُهُ

تاجاً بِهِ مَفرِقُ الهَيجاءِ قَد وُسِما

سَرى كَسِرِّ هَوىً وَاللَيلُ يَكتُمُهُ

صَدراً فَأَبدى حَنينُ البيضِ ما كَتَما

مُحَرَّماً أَن يَحُلَّ السَيفُ مَوطِنَهُ

حَتّى يَرُدَّ إِلى أَوطانِهِ الحُرَما

لَو شاءَ قالَ وَلَم تَحصُر مَقالَتُهُ

كَالرَعدِ يَذهَبُ في الآفاقِ مُهتَزِما

فَهوَ القَضاءُ عَلى الإِدراكِ مُحتَجِباً

وَما يُرَدُّ لَهُ حَكَمٌ إِذا حَكَما

يا آلَ أَصفَرَ هَبكُم لِلوَغى شَرَراً

فَهَذِهِ الشَمسُ تُطفي ذَلِكَ الضَرَما

هَذا سُلَيمانُ مَلِكاً شامِخاً وَتُقىً

وَأَنتُم الجِنُّ فَلتُضحوا لَهُ خَدَما

أَنتُم ثَرىً وَهوَ أُفقُ اللَهِ فَاِرتَقِبوا

مِنهُ الصَواعِقَ إِن لَم تَشكُروا الدِيَما

مَلكٌ تُشيرُ المَعالي نَحوَ غُرَّتِهِ

يَداً وَتُنطِقُ بِالذِكرِ الجَميلِ فَما

رَحيبُ باعِ الهُدى وَالبَأسِ ذو لَسَنٍ

يُفني الكَتائِبَ وَالأَموالَ وَالكَلِما

لَو أَقسَمَ المَدحُ فيهِ أَنَّهُ مَلَكٌ

يا مَن عُيونُ العَوالي عَنهُ قَد نَظَرَت

شَزراً وَحَجَّ لِسانُ السَيفِ إِذ خُصِما

دانَت بِكَ الرومُ دَينَ العابِدينَ فَهَل

غَدا حُسامُكَ في أَصنامِهِم صَنَما

وَثَلَّثوهُ فَقالوا النورُ مُؤتَلِقاً

وَالماءُ مُطَّرِداً وَالجَمرُ مُضطَرِما

أَضحَت أَياديكَ في أَعناقِهِم رِبَقاً

وَظَنَّها الناسُ في أَيديهِمُ نِعما

وَلَو رَأوَا وَجهَكَ الوَضّاحَ أَسجَدَهُم

لَهُ مَهابَةُ جَيشٍ يُسجِدُ الأَكَما

كانَت سِهامُكَ قِدماً في قُلوبِهِمُ

فَحينَ أَقبَلتَ قالَ القَومُ كَيفَ رَمى

شَيَّدتَ سَقفَ عُجاجٍ فَوقَ أَرؤُسِهِم

لَو لَم تُشَيِّد حُقوقَ اللَهِ ما اِنهَدَما

لَو لَم تُفِدكَ الرُقى في طِبِّ غَيِّهِمُ

نَصَبتَ سَيبِكَ قَصداً يُبرِىءُ السَقما

فَكَكتَ أَسرى وَها نُعماكَ تَأسُرُهُم

إِنَّ السَوالَةَ شَيءٌ يُشبِهُ الكَرَما

أَنتَ السَلامُ فَطِرسُ المَجدِ مُستَطَرٌ

بِذِكرِهِ بُدِىءَ المَكتوبُ أَو خُتِما

غَدا يُسائِلُني عَنكَ الجَهولُ فَمَن

قَد أَنكَرَ الشَمسَ فَاِستَفهَمتَ عَنهُ بِما

قَلَّدتَ جيدِيَ دُرَّ الصُنعِ مُنتَثِراً

فَهاكَ مِنِّيَ دُرَّ القَولِ مُنتَظِما

أَمَّنتَني الدَهرَ بَل خَوَّفتَنيهِ فَقَد

خَوَّلتَني نِعَماً في مِثلِها اِتَّهَما

لازالَ جودُكَ في عَينِ النَدى حَوَراً

وَدامَ عِزُّكَ في أَنفِ العُلا شَمَما

وَلِيَشكُرِ الناسُ ما طَوَّقتَ مِن مِنَنٍ

فَالشُكرُ مازالَ غَرساً يُثمِرُ النِعَما

شرح ومعاني كلمات قصيدة محا قدومك عنا الرعب والعدما

قصيدة محا قدومك عنا الرعب والعدما لـ ابن سهل الأندلسي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن سهل الأندلسي

إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق. شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.[١]

تعريف ابن سهل الأندلسي في ويكيبيديا

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن سهل الأندلسي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي