محا لك حسنا مدمع وتسهد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محا لك حسنا مدمع وتسهد لـ أبي الفضل الوليد

اقتباس من قصيدة محا لك حسنا مدمع وتسهد لـ أبي الفضل الوليد

محا لكَ حُسناً مَدمَعٌ وتسهُّدُ

وما زلتَ دامي القَلبِ تَشكو وتَنشُدُ

لئن كنتَ ذا نفسٍ تميلُ إِلى النُّهى

تعالَ أُريكَ الشَّملَ كيفَ يُبدَّد

ويُكسرُ سقطُ النّسرِ وهو محلِّقٌ

وتَقضي فِراخُ الطير وهو مغرِّد

ويذوي جمالٌ في الشبابِ ويَنطوي

وَيهوي جلالٌ كادَ في الأرضِ يُعبد

فكم سيِّدٍ في قومهِ كان دوحةً

عَليها وكورٌ للنسورِ ومرقد

تجدَّلَ فاهتزَّ الوَرى لسقوطهِ

وأبقى دوياً بَعدَهُ يتردَّد

عَجِبتُ له إذ نامَ في ظلمةِ الثَّرى

وكان إذا نامَ الخليُّونَ يَسهد

ويَقضي لياليهِ إِلى الجوِّ شاخِصاً

يسامرُ نجمَ المجدِ فيهِ ويَرصد

ضحكت من الدّنيا زماناً وإنّها

لتَجعلُني أبكي اضطراراً وأكمد

فسيّانَ عندي البؤسُ والنعُم إن تكن

حياةُ الفتى هذي فإني لأزهَد

أمدُّ يَدي كي أمسحَ الدّمعَ غافلاً

فأعلم كيفَ الدّمعُ في العينِ يجمد

وأضربُ صَدراً دامياتٍ ضلوعُهُ

فأرجعُ كفّي عن حَشىً تتوقَّد

وإني ليُوهيني فراقُ أحبَّتي

فكيفَ على خَطبِ الرّدى أتجلّد

وفي النفسِ آمالٌ نثرتُ هباءها

وفي القلبِ جرحٌ قاتلٌ ليسَ يُضمَد

فما أتعسَ النائي المحبَّ الذي يَرى

أحبَّتَهُ تحتَ الثّرى وهو مُفرَد

وتحرمهُ الأيّامُ حتى زيارةً

ونظرةَ مُشتاقٍ يَرى الدارَ تبعد

فلا كان نأيٌ قصَّرَ العمر طوله

وفيهِ المُنى والحبُّ والعزمُ تنفد

هُنالِكَ لي أرضٌ عبدتُ جمالها

وما أنا إلا العاشقُ المتعبِّد

عَليها أحبائي الذين قلوبُهم

تجاذبُ قلباً عاجزاً يتمرَّد

وُلدتُ ولي قلبٌ لطيف خفوقُهُ

كما جسَّ أوتاراً فأطرَبَ معبد

لهُ نغماتٌ كلُّهنَّ صبابةٌ

يحرِّكنَ قلبَ الصَّخر والصَّخرُ أصلد

لِشَقوتهِ يجتازُ أرضاً وطيئةً

ويسرحُ في جوِ الكَمالِ ويصعد

أبى الدَّهر إلا أن أكونَ طريدَهُ

وكيفَ يرجّي القربَ من هو مُقعَد

صبرتُ على ما فيهِ ذابت حَشاشتي

وقلتُ لعلَّ الصبرَ في الخطبِ يسعد

فما انقشَعَ الغيمُ الذي ليسَ مُمطراً

ولا انفَتَح البابُ الذي هو موصد

وما كانَ دَمعي للإساءةِ ماحياً

ولا نارُ وَجدي في الأضالعِ تخمد

لذلكَ فضّلتُ الضَّلالَ على الهُدى

وقد شاقَ نَفسي كلُّ ما هو أَسود

فبتُّ أرى في اليأسِ راحةَ لاغبٍ

كما ألِفَ القيدَ الثَّقيلَ مقيَّد

شرح ومعاني كلمات قصيدة محا لك حسنا مدمع وتسهد

قصيدة محا لك حسنا مدمع وتسهد لـ أبي الفضل الوليد وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن أبي الفضل الوليد

أبي الفضل الوليد

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي