محب لكم من هجركم يتوجع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محب لكم من هجركم يتوجع لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة محب لكم من هجركم يتوجع لـ ابن حجر العسقلاني

مُحِبٌّ لَكُم من هجركُم يَتَوجَّعُ

نديماهُ مُذ غِبتُم أَسىً وَتفجُّعُ

سَرى نفساً عَنكم فَأَضحى وَنفسُهُ

تَذوبُ جَوىً مِن طَرفِهِ فَهيَ أَدمُعُ

أَأَحبابَنا حَتّى الخَيالَ قَطَعتُمُ

عذرتُكُمُ بَل مُقلَتي لَيسَ تَهجَعُ

فَلا وَحياةِ القُربِ لَم أَنسَ عَهدَكُم

وَلَو أَنّني في البُعدِ بِالروحِ أَفجَعُ

سَلوا النجمَ يَشهَد أَنَّني بِتُّ ساهِداً

وَإِلّا الدُجى هَل طابَ لي فيهِ مضجعُ

أُطالِعُ أَسفارَ الحَديثِ تَشاغُلاً

لأَقطَعَ أَسفاري بخُبرٍ يجمَّعُ

أُقضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى

وَفي اللَيلِ ما لي مؤنِسٌ يَتَوَجَّعُ

سِوى أَنَّني أَبكي عَلَيكُم وَأَشتَكي

إِلى مَن يَرى ما في الضَميرِ وَيَسمَعُ

يُذكّرني سَلعٌ وَرامَةُ عهدكم

وَلَكِن بِأَشجاني أُغَصُّ وَأَجرَعُ

وَقَد أَشبهَ الدَمعُ العَقيقَ بِسَفحِهِ

فَها هوَ أَضحى مِن عُيونيَ يَنبعُ

عَسى أَن يَعودَ الوَصلُ قالَت عَواذلي

وَكَم ذا أُماريهم وَهَيهاتَ أَن يعوا

نَعَم إِن أَعِش عادَ الوِصالُ مهنّأً

وَمَن ذا الَّذي في البينِ بِالعيش يَطمعُ

تُرى هَل أُلاقي زينَ خاتون بَعدَما

تَناءَت بِنا السُكنى وَعادَ المودِّعُ

وَهَل أَلتَقي تِلكَ الطُفيلَة فَرحَةً

قَريباً كَما فارَقتُها وَهيَ تَرضَعُ

صَغيرَةُ سِنٍّ نابَها أَمرُ فُرقَتي

فَمِن أَجلِها سِنُّ النَدامَةِ يُقرَعُ

فَواللَه ما فارَقتُهُم عَن مَلالَةٍ

وَهَل مَلَّ ظامٍ مَورِداً فيهِ يَشرَعُ

وَلَكِنَّ ضيقَ العَيشِ أَوجَبَ غُربَتي

وَسَعيي لَهُم في الأَرضِ كي يَتَوسَّعوا

فَإِن يَسَّرَ اللَهُ الكَريمُ بِلُطفِهِ

رَجعتُ وَمِثلي بِالمسرّةِ يَرجِعُ

فَيا عاذِلي رِفقاً بِقَلبي فَإِنَّهُ

عَلى دونِ مَن فارَقتُ يُبكى وَيُجزَعُ

مشيبٌ وَهَمٌّ وَاِنكسارٌ وَغربةٌ

وَمِن دونِ ذا صُمُّ الصَفا يَتَصَدَّعُ

صَبرتُ عَلى تَجريعي الصَبرَ علَّهُ

شِفائي فَكانَ الصَبرُ ما أَتجرَّعُ

بُليتُ بِخَصمٍ ظَلَّ للحينِ حاكِمي

أَذلُّ لَهُ مِن بَعدِ عزّي وَأَخضَعُ

وَأَجمَلُ ما عِندي السُكوتُ لأَنَّني

لِمَن أَتَشَكّى أَو لِمَن أَتَضَرَّعُ

أغِبُّ مَزاري أَحمِلُ الثِقلَ عَنهُمُ

وَأَخضَعُ وَالأَيّامُ لي لَيسَ تَخضَعُ

وَفَضلُ فلانِ الدينِ عَمَّ وَوَجهُهُ

لِغَيري يُبدي الإبتسامَ وَيسطَعُ

أحاشيهِ أَن يَرضى بِشَكوايَ عامِداً

وَإِنّي بِما قَد دَلَّ أَو قَلَّ أَقنَعُ

إِلى ابنِ عَليٍّ قَد رفعتُ قَضيَّتي

وَأَرجو بِهَذا أَنَّ قَدري يُرفَعُ

إِلى الأَوحَدِ القاضي الأجلِّ وَمَن لَهُ

ثَناءٌ تَفوقُ المِسكَ إِذ يَتَضَوَّعُ

رَئيسٌ إِذا ما اِستبطأَ الوَفدُ جودَ مَن

أَتَوهُ أَتاهُم جودُهُ يَتَسَرَّعُ

وَفيهِ مَع القَدرِ العَليِّ تواضُعٌ

وَفيهِ عَنِ الفِعلِ الدَنيِّ تَرفُّعُ

وَذو هِمَّةٍ تَفري السُيوفَ وَإِنَّها

لأَمضى مِن السَيفِ اليَماني وَأَقطَعُ

وَحلمٍ حَكاهُ الطَودُ وَالطَودُ شامِخٌ

يَعِزُّ لَديهِ المُستَجيرُ وَيُمنَعُ

وَجودٍ حَكاهُ الغيثُ وَالغيث هامِرٌ

وَلَكِن عَلى طولِ المَدى لَيسَ يُمنَعُ

رَئيسٌ إِذا أَنشدتَهُ مَدحَكَ اِنثَنى

وَفي وَجهِهِ نورٌ مِن البِشرِ يَلمَعُ

تَواضَعَ لَمّا لاحَ يَمشي عَلى الثَرى

وَفَوقَ الثُرَيّا كَم لَهُ ثَمَّ مطلعُ

لَهُ قَلَمٌ في مَدَّةٍ من مِدادِهِ

يعظِّم أَحباباً وَللضِّدِّ يَقمَعُ

يَفوحُ وَيُجنى يُطرِبُ الصحبَ يَطعَنُ ال

عِدى فَهوَ عودٌ فَضلُهُ مُتنوّعُ

فَلا قاطِعٌ حَبلاً لِمَن هوَ واصِلٌ

وَلا واصِلٌ حَبلاً لِمَن هُوَ يَقطَعُ

أَيا اِبنَ الكِرامِ اِسمَع شكايةَ مفردٍ

غَريبٍ لَهُ في بَحرِ جودِكَ مَشرَعُ

لَقَد ضاقَتِ الدنيا عَليّ برحبها

وَإِن ضاقَتِ الدُنيا فَعَفوكَ أَوسَعُ

وَلي فيكَ وُدٌّ ما يُزَعزِعُهُ الجَفا

وَهَل زَعزعَت صُمَّ الرَواسي زَعزَعُ

فَإِن لَم تُعامل مِثلَ عَبدِكَ بالرضى

فَمَن فيهِ بَعدي لِلصَنيعَةِ مَوضِعُ

لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي مَقالَةً

لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَخدَعُ

رأوك إِلى ما ساءَ عبدك مُسرِعاً

فَقالوا وَزادوا ما أَرادوا وَأَسرَعوا

وَلَو كُنتَ تَرعى الوُدَّ ما مِلتَ نَحوهُم

بِسَمعٍ رَعاكَ اللَهُ دَهراً وَلا رُعوا

وَكَيفَ يُعادي آلَ بَيتِكَ عاقِلٌ

وَآلُ عَليٍّ لِلمُوالاةِ مَوضِعُ

لَظَهرُكَ أَحمى من مُحيّا عدوّهِ

وَيُسراكَ مِن يُمناهُ أَندى وَأَنفَعُ

سأُثني عَلَيكَ الدَهرَ ما أَنتَ أَهلُهُ

وَبَحرُ اِمتِداحي زاخِرٌ فيكَ مُترَعُ

وَقُل لي إِذا لَم تَنخَدِع بِمَدائحي

أَلَم تَتَيَقَّن أَنَّ مَن جادَ يُخدَعُ

وَمَن يَزرَع النُعمى بِأَرضٍ كَريمَةٍ

سَيَحصُد أَضعافَ الَّذي ظَلَّ يَزرَعُ

وَما الشِعرُ إِلّا دونَ قَدرِكَ قَدرُهُ

وَما يَستَوي في القدرِ باعٌ وَإِصبَعُ

وَلَكِنَّما سَنَّ الكِرامُ اِستماعَهُ

وَتَعظيمَ مُنشيهِ الَّذي يَتَصنَّعُ

وَما كُلُّ مَن قالَ القَريضَ أَجادَ في ال

مقالِ وَلا كُلُّ المجيدينَ مُبدِعُ

فَهاكَ قَصيداً شَجَّعَتني صِفاتُكُم

عَلَيها فَفاقَت كُلَّ ما قالَ أَشجَعُ

وَدُم في سَعاداتٍ وَعِزٍّ وَنِعمَةٍ

تُقارِعُ أَبكارَ المَعالي وَتفرَعُ

وَلا رافِعٌ قَدراً لِمَن أَنتَ واضِعٌ

وَلا واضِعٌ قَدراً لِمَن أَنتَ تَرفَعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة محب لكم من هجركم يتوجع

قصيدة محب لكم من هجركم يتوجع لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي