محلك مثل الغاب ليس يرام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محلك مثل الغاب ليس يرام لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة محلك مثل الغاب ليس يرام لـ السري الرفاء

مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ

وجارُك مثلُ النجمِ ليسَ يضُامُ

وغَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما

دمٌ ليسَ يَرقَى صوبُه وغَمامُ

أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى

عليكَ وآفاقُ السماحِ تُغَامُ

فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى

ونحنُ على الأَيَّامِ فيه حَرامُ

بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُ وإنما

مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ

رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل

لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ

فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ

وأسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ

رأى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمةٍ

وأصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ

تلاَ قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ انَّه

تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ

تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ

وبُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ

هي الدَّولةُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما

لَضيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ

أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم

كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ

تَسنَّمَ أعلامَ الديارِ وأنتمُ

لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ

فَشقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم

وهم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ

مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِركم بها

قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ

تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا

وتَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا

تَهلَّلَ منها الغيثُ وهي عَوابِسٌ

وأسفرَ منها الصبحُ وهي ظلامُ

فعُودوا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها

ويرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ

ولا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم

فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ

فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سِواعِدٌ

وتَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ

وحتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ

يُصرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ

وتُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلةٍ

لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ

وتَشرَقَ من شرقيِّ دِجلةَ بالقَنا

ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ

وَتقرُبَ من آجامِها الأُسدُ عَنوةً

فتَقتَحِمَ الآجامَ وهي كِرامُ

وتَلفَحَه ريحُ الأراقمِ إِنَّها

سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ

فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ

وتحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ

كأيامِ سيفِ الدولةِ الغرِّ إنّها

سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ

فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ

وَينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ

وإنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ

فردُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ

فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناس قبلَكم

ولا عَارَ نقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ

فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ

وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ

وأنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارةٌ

وبَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة محلك مثل الغاب ليس يرام

قصيدة محلك مثل الغاب ليس يرام لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي