محمد يا بدر يا بحر يا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة محمد يا بدر يا بحر يا لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة محمد يا بدر يا بحر يا لـ ابن هتيمل

مُحَمَّدُ يا بَدرُ يا بَحرُ يا

غِضَنفَرُ يا طَودُ يا مُختَلَق

وَيا عارِضاً ما شَرَى بَرقُهُ

عَنِ الخَيرِ والشَّرِّ إلاَّ صَدَق

كَمُلتَ فَوَجهُكَ في الاتِّساقِ

كالقَمَرِ التَّمِّ حينَ اتَّسَق

رَأيتُكَ تُورِدُ هيمَ السُّيُوفِ

بَينَ المَفارِقِ حَوضَ العَلَق

وَتُقدِدمُ إذ لا تَرُدُّ الرِّماحَ

عَنِ الدّارعينَ دِلاصُ الحَلَق

نَضاكَ المُظَفَّرُ مِن غِمدِه

لِقَمعِ الطُّغاةِ وَجَمعِ الفِرَق

فَعَلَّمتَ نَفسَكَ فِعلَ الأهَمِّ

وَدَرَّجتَها في الأشَقِّ الأشَق

وَكانَ الجَحافِلُ قَد أسرَفُوا

عَلى النّاسِ في نَجسِهِ والزَّهََق

فَلاقَوا بِحَربِكَ يَومَ الحِسابِ

وألجَمتَ أفواهَهُم بالعَرَق

وَخَلخَلتَ أرجُلَهُم بِالحَديدِ

وَطَوَّقتَ أعناقَهُم بالرِّبَق

فَكَم شَقَّ سَيفُكَ مِن هامَةٍ

وَرُمحُكَ يُعجِمُ ما قَد مَشَق

وأنزَلتَ شُعبَةَ مِن عِزِّهِم

وَقَد رَكِبُوا طَبَقاً عَن طَبقَ

وَقد جَلَّ أمرُهُم في البِلادِ

فَلَمّا دَلِفتَ تَلاشَى وَدَق

نَصَبتَ لَهُم وَهَقاً كَي تَصيِدَ

فَطارُوا وَما وَقعُوا في الوَهَق

وَلَو وَقَفُوا لَكَ مَزَّ قتَهُم

بِجَيشِكَ تَمزيقَ ثَوبِ خَلِق

وجاءت جُهينَةُ مِن بَعدِهِم

كَعادَتهِم في القِرى والعَلَق

فَنَزَّلتَ في ذُروَةٍ مَن عَوَى

وَيَنعِقُ في ضَأنِهِ مَن نَعَق

وَقَد لَهَجُوا مِن سَميِّ النّجُومِ

وأكلِ اللُّحُومِ وَشُربِ المَرَق

وَكَونُهُمُ كُلَّما أوعَدُوُه

أغَلَقَ أبوابَهُ وارتَفَق

إذ اللَّيل جَنَّ عَلَيهِ استَحاطَ

وَقالَ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق

فَقَد أفَلَ النَّجمُ عنهُم وَغابَ

وَقَد طَلَعَ البَدرُ يَجلُو الغَسَق

وأقبَلتَهُم غُرَرَ العادياتِ

يُخَرِّجنَ مِن طَلَقٍ في طَلَق

بٍِكُلِّ فَتى لا يَخافُ الحِما

مَ إن رَعَدَ المَوتُ أو إن بَرَق

يُطاعِنُ ما مَثَلُوا لِلطِّعانِ

فإن ضارَبوُهُ خَطأ فاعتنق

فَوَلَّوا عَنِ الخَيلِ خَوفَ الحِما

وألقَوا سُيُوفَهُمُ والدَّرَق

وَكُلُّ دِلاصٍ كَمِثلِ الغَديرِ

هَبَّ النَّسيمُ لَهُ فاصطَلَق

وَما وَقَفُوا عِندَ لُعسِ الشِّفاهِ

وَبيضِ الخُدُودِ وَسُودِ الحَدَق

وُجُوهٌ تألَّقُ انوارُها

كَعِرضِكَ في حُسنِهِ واليَقَق

وَظَلَّت نِساؤُهُم في الفريقِ

يَرعُشنَ مِن رَوعَاتِ الفَرَق

يُجَرِّدُهُنَّ أكُفُّ العُلُوجِ

جَزعَ الطَّفا وَوَشيَ السَّرَق

وَأمّا كُلَيبُ وأشياعُها

فَقَد قَلِقُوا مِنكَ كُلَّ القَلَق

نَسَختَ قَرارَهُم بالفِرارِ

وأبدَلتَ نَومَهُمُ بالأرَق

رَعوا وَسَقَوا لا باللَّفيفِ

رَوضاً أريضاً وَماءً غَدَق

وَما عَرَضَت نَظَرةٌ جانِباً

عَلى نارِ حَربكَ إلاَّ احتَرَق

وَلا جَلَبَ البَغيُ رأسَ امرِىءٍ

إلى سُوقِ عَزمِكَ إلاَّ نَفَق

رَأوكَ فأفهَمُهُم ما وَعَى

كَلاماً وافصَحُهُم ما نَطثق

دَلَفتَ إليهِم يَرجراجَةٍ

إذا ما رَآها شُجاعٌ بَهَق

إذا خَفَقَت بعضُ أعلامِهُا

هَفا القَلبُ مِن خَوفِها أو خَفَق

وَلَمّا التقَت حَلَقاتُ البِطانِ

وأمكَنَ خَنقُهُمُ مَن خَنَق

واَخشَى زَئيرُكَ نَبحَ الكِلابِ

وَفَرَّقَ جَمعَهُمُ فافتَرَق

عَفَوتَ وأغمَضتَ فيما أتاكَ

بِهِ المُصلِحُونَ عَلى ما أتَّفَق

وَلَولا ذِمامُكَ كانُوا مَعاً

كَفِعلٍ مَضَى أو خَيالٍ طَرَق

فَلم أرَ بَعدَكَ فيما أرَى

مِنَ البِرِّ يَطلُبُهُ مَن عَقَق

فَلا يَخدَعَّنَكَ قَولُ الوُشاةِ

مَن كانَ مَوَّه أو مَن مَذَق

فَما أُهمِلَ العُودُ إلاَّ عَصَى

وَلا أكرِمَ العَبدُ إلاَّ أبَق

وَكَم كافِرٍ مُضمِرٍ كُفرَهُ

وَما كانَ يَكفُرُ حَتَّى فَسَق

أُدِلُّ عَليكُم بِبَيعِ الثَّمينِ

وَغَيري يُدِلُّ بِبَيعِ الشَّقَق

فَما مَشرَبي مِنكُمُ بالوَبيلِ

وَلا مَسلَكي عِندَكُم بالزَّلَق

فَفي الشَّمسِ والبَدرِ لي غُنيَةٌ

عَنِ النّاسِ مَن بَرَّ مِنهُم وَعَق

فإن أنتَ داعَبَكَ المُملِقُونَ

لِما فيكَ مِن كَرَمٍ أو مَلَق

فَمِثلُكَ يُخدَعُ عَن مالِه

وَيُؤخَذُ أوَراقُه بالوَرَق

شرح ومعاني كلمات قصيدة محمد يا بدر يا بحر يا

قصيدة محمد يا بدر يا بحر يا لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي