مختارات شعراء العرب/بشر بن أبي خازم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

بشر بن أبي خازم

بشر بن أبي خازم - مختارات شعراء العرب

وقال ؛ واسمُ أبي خازم عمرو بن عوف ابن حميري بن ناشرة بن أسامة بن والبة بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركةً وهو عمرو بن إلياس بن مضر يهجو أوس بن حارثة بن لأم الطائي. قال عبد الله بن صالح العجلي: حمل بشرٌ على هجاءِ أوسٍ، وجعلت له في ذلك جعالة، فقال:

تعنى القلبَ من سلمى عناءُ

فما للقلب إذ بانت شفاءُ

تعنى القلب: لزمه.والعناء: المشقة.

وآذن آلُ سلمى بارتحالٍ

فما للقلبِ إذ ظعنوا عزاءُ

هدوءاً ثم لأياً ما استقلوا

لوجهتهمْ وقد تلعَ الضحاءُ

هدوءاً: حين هدأت العيون: أي نامت.والضحاءُ: الضحا.وتلع: ارتفع.

فلما آذنوا ذرفتْ دموعِي

وجهلٌ من ذوي الشيبِ البكاءُ

كأنّ حمولهمْ لما استقلوا

نخيلُ محلمٍ فيها انحناءُ

الحمول: الإبل التي عليها النساءُ.محلم: نهر بالبحرين.فيها انحناء: أي مائلة الأعذاق.

وفي الأظعان أبكارٌ وعونٌ

كعين الرملِ أوجهها وضاءُ

عفا منهنَّ جزعُ عريتناتٍ

فصارةُ فالفوارعُ فالحساءُ

فيا عجبا عجبتُ لآلِ لأمٍ

فليس لهمْ إذا عقدوا وفاءُ

وأنكاسٌ إذا استعرتْ ضروسٌ

تخلَّى من مخافتها النساءُ

الأنكاس: الذين لا خير فيهم الجبناء البخلاء.وأصله من السهم إذا قلبَ نصله مكان فوقه.واستعرت: توقدت.والضروس: الحرب.ويقال للناقة السيئة الخلق ضروس، تعض من دنا إلى ولدها.تخلى من مخافتها: أي تظهر من الفزع.

حلفتُ لتأتينهمُ قوافٍ

لها منْ بعدِ هلكهم بقاءُ

ويروى: سأقذفُ نحوهم بمشنعات.هي القوافي التي يشنع عليهم فيها.

فإنكم ومدحكم بجيراً

أبا لجإٍ كما مدحَ الألاءُ

الألاء: شجر الدفلى ؛ وله رواءٌ ومنظرٌ حسنٌ.وأبو لجإ بجير بن أوس بن حارثة.

يراه الناسُ أخضرَ من بعيد

ويمنعه المرارةُ والإباءُ

مصدر أبيته إباءٌ.الإباءُ يخشى على ما يأكله من الدواب أن يوبأ.

وحولي من بني أسدٍ حلولٌ

كمثلِ الليلِ، ضاقَ بها الفضاءُ

كمثل الليلِ في كثرتهم وسوداهم، وبريق أسلحتهم كبريق الكواكب.ويروى: عرضتها اللقاءُ ؛ أي هي قويةٌ عليه.ويقال: له جاريةٌ عرضةٌ للزواج: أي بلغت أن تزوج.وناقة عرضةٌ للسفر: أي قوية على السفر.

هم وردوا المياه على تميم

كوردِ قطاً نأتْ عنه الحساءُ

الحسيُ: المكان إذا نحي عنه الرمل أمهى.

فظلَّ لهم بنا يومٌ طويلٌ

لنا في عرضِ حوزتهم نداءُ

حوزتهم: ناحيتهم.وعرضها: جانبها ؛ يقال: أعطاه من عرض المال: أي جانبه.

وجمعٍ لا يرام إذا تهافى

ولا يخفي رقيبهم الضراءُ

تهافى: خفَّ وأسرع.والرقيب: الطليعة.والضراءُ: ما واراكَ من شجر.ومثله الخمر.

له سلفٌ تندُّ الوحشُ عنهُ

عريضُ الجانبين له زهاءُ

صبحناهُ لنلبسهُ بزحفٍ

شديدِ الركنِ ليس له كفاءُ

لنلبسه: لنخلطه.والزحفُ: الجيش.والركنُ: الجانب.والكفاءُ: المثلُ.

بشيبٍ لا تخيمُ عن المنادِي

ومردِ لا يروعها اللقاءُ

لا تجبنُ عن المنادي للبراز.

على شعثِ تخبُّ على وجاها

كما خبتْ مجوعةٌ ضراءُ

الوجا: أن يجد الفرسُ في حافره وجعاً يظلعُ منه. وقال يهجوه:

تغيرتِ المنازلُ بالكثيبِ

وغير آيَها نسجُ الجنوبِ

وقفتُ بها أسائلها ودمعي

على الخدينِ في مثلِ الغروبِ

الغروب: الدليُّ. يقول: كأن دمعي من جريه في غربينِ.

نأتْ سلمَى فغيرها التنائي

وقد يسلو المحبُّ عنِ الحبيبِ

فإنْ تكُ قد نأتنِي اليومَ سلمى

وصدتْ بعدَ إلفٍ، عن مشيبي

فقد ألهو إذا ما شئتُ يوماً

إلى بيضاءَ آنسةٍ لعوبِ

ألا أبلغْ بني لأمٍ رسولاً

فبئسَ محلُّ راحلةِ الغريب

إذا عقدوا لجارٍ أخفروه

كما غرَّ الرشاءُ من الذنوبِ

أخفرتُ الرجلَ: نقضتُ عهده.وأخفرته: جعلتُ معه خفيرا.وخفرته: أجرته.وهي الخفارة. غرَّ: قطع.والذنوب: الدلو.

وما أوسٌ ولو سودتموهُ

بمخشيِّ العرامِ ولا أريبِ

العرام: الشرُّ.والأريب: العاقل.

أتوعدني بقومكَ يا بنَ سعدَى

وذلكَ من ملماتِ الخطوبِ

وحولي منْ بني أسدٍ عديدٌ

مبنٌّ بينَ شبانٍ وشيب

مبنٌّ: مقيم.

هم ضربوا قوانسَ خيلِ حجرٍ

بجنبِ الردهِ في يومٍ عصيبِ

حجر بن الحارث أبو امرئ القيس.

وهم تركوا عتيبةَ في مكرٍّ

بطعنةِ لا ألفَّ ولا هيوبِ

عتيبة بن الحارث بن شهاب، طعنه ذؤابٌ الأسدي.والألف: الثقيل.في لسانه لفف ؛ أي ثقل.

وهم تركوا غداةَ بني نميرٍ

شريحاً بين ضبعان وذيبِ

وهم وردوا الجفارَ على تميمٍ

بكل سميدع بطلٍ نجيبِ

وأفلتَ حاجبٌ تحت العوالي

على مثلِ المولعةِ الطلوبِ

المولعة: العقاب فيها سوادٌ وبياض.والطلوب: التي تطلب الصيد.

وحيَّ بني كلابٍ قد شجرنا

بأرماحٍ كأشطانِ القليبِ

القليب: البئر ؛ لأنه فقلب ترابها.

إذا ما شمرتْ حربٌ سمونا

سموَّ البزلِ في العطنِ الرحيبِ

وقال يفتخر:

غشيتَ لليلى بشرقٍ مقاما

فهاجَ لك الرسمُ فيها سقاما

المقام: الموضع الذي كانت تقيم فيه.المقام أيضاً: الإقامة.والمقام: منزلها الذي أقامت به.والمقام: مقامكَ الذي تقوم فيه، كما قال:

وقمت مقاماً لم تقمهُ العواوِرُ

بسقطِ الكثيبِ إلى عسعسٍ

تخالُ منازلَ سلمى وشامَا

سقط الكثيبِ: طرفه حيث سقط في الجدد.والوشام: جمع وشم.والوشم: النقش.

تجرم من بعدِ عهدي بها

سنونَ تعفيهِ عاماً فعامَا

تجرم: تقضي وكمل، يقال: جرم الأربعين إذا استوفاها.وتعفيه: تمحوه يعني المقام، والرسم.

ذكرتُ بها الحيَّ إذ همْ بها

فأسبلتِ العينُ مني سجاما

سجمت العينُ سجوما وسجاماً: إذا سالت.

أبكِّي بكاءَ أراكية

على فرعِ ساقٍ تنادِي حماما

أراكية: حمامة على شجرِ الأراك.والفرع: أعلاها. والساق: عودها.

سراة الضحى ثم هيجتها

مروح الضحى تستخفُّ الزماما

سراة النهار: ارتفاعه.هيجتها وهي تمرح في ذلك الوقت.

كأنَّ قتودي على أحقب

يريدُ نحوصاً تدق السلاما

الأحقبُ: حمار الوحش الأبيض الحقوين، وقيل الدقيق الحقوين، والأنثى حقباءُ.النحوص: الأتان ليس في بطنها ولد.

شتيم، تربعَ في عانةِ

حيالٍ، يكادم عنها كداما

فسائلْ بقومِي غداةَ الوغَى

إذا ما العذارَى جلونَ الخدامَا

بنَا كيفَ نقتصُّ آثارهم

كما تستخفُّ الجنوبُ الجهاما

تستخفه: تسوقه وتطرده.

وكعباً فسائلهُم والربابَ

وسائلْ هوازنَ عنا إذا مَا

كعب: من بني عامر بن صعصعة.والرباب: قبائل منهم تيم وعكل وضبة.

لقيناهمْ كيف نعليهمُ

بواترَ يفرينَ بيضاً وهاما

الإفراء: القطع والشق في إفساد.والفرى في إصلاح.

على كل ذي ميعةِ سابقٍ

يقطعُ ذو أبهريهِ الحزاما

الأبهر: عرق مستبطن الصلب متصلٌ بالقلب.والبهر: النفس.

وجرداءَ شقاءَ خيفانةٍ

كظلِّ العقابِ تلوكُ اللجامَا

شقاءُ: طويلة.الخيفانة: الجرادةُ إذا صار فيها خطوط مختلفة.

ويومُ النسارِ ويومُ الجفا

ر كانا عذاباً وكانَا غراما

الغرام: اللازم.

فأمَّا تميمٌ، تميمُ بنُ مرٍّ،

فألفاهمُ القومُ روبى نياما

قوم روبى: خثراءُ الأنفس.وقد رابت نفسُه تروبُ.

وأما بنو عامرٍ بالنسارِ

غداةَ لقوا القوم كانوا نعاما

قال أبو محمد الأخفش: غزار طيئاً، فأغار على بني نبهان، فجرح فأثخن، وهو يومئذ يحمي أصحابه.وإنما كان في بني والبة، فأسره بنو نبهان فخبؤوه كراهة أن يبلغَ خبره أوس بن حارثة، فسمع أوسٌ أنه عندهم فكتموه ؛ فآلى أن يدفعوه إليه، وكانوا يخافون أن يقتله. فلما أبوا عليه أعطاهم مائتي بعير وأخذه وأوقد له ناراً ليحرقه. قال: وحدثني بعض بني أسد قال: لم تكن نارٌ، ولكنه أدخله في جلدِ بعير حين سلخهُ.وقيل في جلد كبش، ثم تركه حتى جف عليه، فصار فيه كأنه عصفورٌ.فبلغ ذلك أمه سعدى بنت حصن، وهي من طيء من سادتهم، فخرجت إليه، فقالت: ما تريدُ أن تصنع ؟ فقال: أحرقُ هذا الذي شتمنا.فقالت: قبح الله قوماً يسودونكَ أو يقتبسونَ من رأيك ! واللهِ لكأنما أخذت به رهدناً، والرهدن: طائر أصغر من العصفور ؛ أما تعلم ما منزلته في قومه ؟ أو ما تعلم أنه هجاك في بني بدر !خل سبيله وأكرمه ؛ فإنه لا يغسل عنك ما صنع غيره وأيم اللهِ لو فعلت ما استقلتها أنت ولا قومك أبداً. فاحتبسه عنده، وداوى جراحه، وكتمه ما يريد أن يصنع به، وقال: ابعث إلى قومك ليفدوك ؛ فإني قد اشتريتك بمائتي بعير. فأرسل بشرٌ فهيئوا له الفداء، وبادرهم أوس فأحسن إليه وكساه اليمنة وغيرها. وحمله على نجيبه الذي كان يركب، وسار معه حتى بلغ أداني غطفان. وقال عبد الله بن صالح العجلي: حمل بشر بن أب خازم على هجاء أوس ففعل، ثم أسر بشر فوجه أوس فاشتراه فدفعَ إلى رسله فقالوا له: غننا، فكأن قد تغنى الناس بما يصنع بك أوس، يهددونه بذلك، فزجر الطير فرأى ما يحب فقال:

أما ترى الطيرَ إلى جنبِ النعمْ

والعيرَ والعانةَ في وادِي سلمْ

سلامةٌ ونعمةٌ من النعمْ

فقال بعض الرسل:

إنكَ يا بشرُ لذو همٍّ وهمْ

في زجركَ الطيرَ على إثرِ الندم

أبشر بوقع مثلِ شؤبوبِ الرهمْ

وقطع كفيك ويثنى بالقدمْ

وباللسانِ بعدها وبالأشمْ

إنَّ ابنَ سعدَى ذو عقابٍ ونقمْ

فلما أتى به قال له: هجوتني ظالماً ؛ فاختر بين قطع لسانك وحبسك في سرب حتى تموت ؛ وبين قطع يديك ورجليك وتخليةِ سبيلك. ثم دخل على أمه سعدى وقد سمعت كلامه ؛ فقالت له: يا بني ؛ لقد مات أبوك فرجوتك لقومك عامةً، فأصبحتُ والله لا أرجوك لنفسك خاصةً.أزعمتَ أنكَ قاطعٌ رجلاً هجاكَ، من يمحو إذاً ما قال فيك ؟ قال: فما أصنعُ به ؟ قالتْ: تكسوه حلتكَ وتحمله على راحلتك، وتأمر له بمائة ناقة حتى يغسل مديحه هجاءه. ففعل فامتدحه فأكثر. قال أبو محمد الأخفش: مدح بشرٌ أوساً وأهل بيته مكانَ كل قصيدة هجاهم بها قصيدة، وكان هجاهم بخمس فمدحهم بخمس ؛ فمن ذلك قوله:

كفى بالنأي منْ أسماءَ كاف

وليس لحبها إذ طالَ شافِ

بلى إن العزاءَ لهُ دواءٌ

وطولُ الشوقِ ينسيكَ القوافي

فيالكِ حاجةً ومطالَ شوقٍ

وقطعَ قرينة بعدَ ائتلافِ

كأنَّ الأتحميةَ قام فيها

لحسنِ دلالها رشأ موافِ

الأتحمية: ثيابٌ من ثياب اليمن.الموافي: المشرف ينظر.يقال: أوفى يوفي إيفاء، ووافى يوافي موافاة.

من البيض الخدودِ بذي سديرٍ

ينشن الغضَّ من ضالٍ قضاف

ينشنَ: يتناولنَ من شجرِ دقيقِ العيدان صغير.

أو الأدمِ الموشحةِ العواطِي

بأيديهنَّ من سلمِ النعافِ

العواطي: التي تتناولُ بأيديها.عطتْ تعطو، وذلك أن ترفع يدها فتضعهما على الغصن.

وإنكِ لو رأيتِ غداةَ بنتمْ

خشوعِي للتفرقِ واعترافي

الاعتراف: الصبر.

إذاً لرثيتِ لي وعلمتِ أني

بودي غيرُ مطرفِ التصافي

المطرف: المستحدث، أخذ من الطريف والطارف.

فسل طلابها وتعز عنها

بناجية تخيلُ بالرداف

سل طلابها: أي اتركه وانسهُ.تخيلُ: تبختر في مشيتها وتشولُ بذنبها.والرداف: الرديف. يقول: إذا حملتْ رديفاً رأيتَ لها نشاطاً.

على أني على هجران ليلى

أمنيها المودةَ في القوافي

أمنيها: أقرئها في قوافي شعري أني أودها.قال الله تعالى: 'إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته' ؛ أي في قراءته.

وخلةِ آلفِ بدلتُ هجراً

إذا همَّ القرينةُ بانصرافِ

بدلت هجراً: هجرته حين أراد قطيعتي.

بحرجوج يئط النسع فيها

أطيطَ السمهرية في الثقاف

الحرجوج: الناقة الشديدة الخفيفة، أخذت من الريح الحرجوج ؛ وهي الشديدة البرد.وقيل الحرجوج من الإبل: الضامرة.والسمهرية: منسوبة إلى قرية بالبحرين يقال لها سمهر.والأطيط: الصوت.

كأن مواضعَ الثفناتِ منها

إذا بركتْ وهنَّ على تجافِ

الثفنات: ما لزم الأرض منها حين تبرك.والتجافي: الارتفاع عن الأرض.

معرس أربعٍ متقابلات

يبادرن القطا سمل النطافِ

شبه آثار ثفناتها بمواقع أربعٍ من القطا.والأسمال: بقايا الماء.والنطاف: المياه ؛ الواحدة نطافة.

فأبقى الأينُ والتهجيرُ منها

شجوباً مثل أعمدةِ الخلافِ

الأين: الإعياءُ.والتهجير: السير نصف النهار.والشجوب: القوائم.الواحد شجبٌ.

تخرُّ نعالها ولها نفيٌّ

من المَعْزاءِ مثل حصى الخذافِ

تخر نعالها: تسقط من أيديها وأرجلها.والنفي: ما تنفيه بأيديها وأرجلها من الحصى. شبهه بحصى الخذاف الذي يخذف به.والمَعْزاءُ: الحجارة البيض تكون في الأرضِ الخشنة.

كأنَّ السوطَ يقبضُ جنبَ طاوٍ

بأجمادِ اللبينِ من جفافِ

طاوٍ: أي ثور ضامر.ويقال للذي يخرج من أرضٍ إلى أرضٍ طاوِ.والأجماد: ما صلبَ من الأرضِ.واللبين: موضع.

شججتُ بها إذا الآرامُ قالت

رءوس اللامعاتِ من الفيافي

اللامعات: التي تلمع بآلال.والأرآم: الظباء البيض.والفيافي: الصحارى، واحدها فيفاء.

فليتي قد رأيتُ العيس ترمي

بأيديها المفاوز عن شراف

عوامدَ للملاَ وجنوبِ سلمى

على أعجازها دُكُنُ العطافِ

سلمى: أحد جبلى طيئ.وأراد بالعطاف: مطارف الخز.والعطاف أيضاً: السيوف.والعطاف: القسي، الواحدة عطيفة.والملا: الصحراءُ.

إلى أوس بنِ حارثةَ بن لأمٍ

لربكِ فاعملي إنْ لم تخافي

أراد إلى ربك.اعمل: أي سيري إن لم يلزمك الخوف.

فما صدعٌ بخبةَ أو بشرج

على زلقٍ زوالقَ ذي كهافِ

الزلق: جمع زلوق.يريد بها الجبال الملس.مكان زلوق ومزلق.والكهاف: الغيران في الجبال.والصدع: الوعل الخفيف الجسم.خبة: أرض.والخبة: الطريق في الرمل.

تزلُّ الِّلقوَةُ الشغواءُ عنها

مخالبها كأطرافِ الأشافي

الشغواء: التي ركب منقارها الأعلى الأسفل.يقال: قد شغتْ سن الغلام: إذا ركبت العليا السفلى.ويروى: الغشواء، وهي التي غشيت ببياض رأسها. ويقال: لَقْوَة ولِقْوَة.

بأحرز موئلاً من جابرِ أوسٍ

إذا ما ضيمَ جيرانُ الضعافِ

وما ليثٌ بعثرَ في غريفٍ

تغنيهِ البعوضُ على النطافِ

عثر: موضع.والغريف: الشجر الملتف.

مغبٌّ، ما يزالُ على أكيلٍ

يناغي الشمس ليس بذي عطافِ

يروى: مكبٌّ ما يزال يريد الأسد.ومغب: يصيب يوماً ويوماً لا يصيب، ما يزال هذه حاله.يناغي: يرقب وينظر.وقيل يناغي الشمس من صفة الأكيل ؛ لأنه ألقاه على قفاه، فكأنه ينظر إلى الشمس.والأكيل: ما يأكله السبع.ليس بذي عطاف: أي ليس عليه لباس.والعطاف: الملحفة.ورجل معتطف: ملتحف.يناغي الشمس، لأن الأسد عينه إلى الشمس يرقب سقوطها فخرج عند الليل.

بأبأس سورةً للقرنِ منهُ

إذا دعيتْ نزالِ لدى النقافِ

بأبأس سورةً: بأشد وثبةً.وساوره: واثبه.والنقاف: الضرب بالسوطِ والطعن.

وما أوس بن حارثة بن لأمٍ

بغمرٍ في الأمورِ ولا مضافِ

الغمرُ: الذي لم يجرب الأمور.والمضاف: الذي قد أضيف إلى قومٍ ليس منهم. تمتوقال بشر:

تغيرت المنازلُ من سليمى

برامةَ فالكثيبِ إلى بطاحِ

فأوديةِ اللوى فبراقِ خبتٍ

عفتها العاصفاتُ من الرياح

واحد البراق برقة.والبرقة والأبرق والبرقاء: أرض سهلة، أو رمل مختلط به الحصى.

ديارٌ قد تحلُّ بها سليمى

هضيم الكشح جائلة الوشاحِ

هضيم الكشح: دقيقة الخصر.وكل ضامر مهضوم وهضيم.جائلة الوشاح: أي يجولُ وشاحها: يذهب ويجيء.وذلك من دقة خصرها.

ليالي تستبيك بذي غروبٍ

يشبه ظلمه خضل الأقاحي

تستبيك: تذهب بعقلك.يقال لحدِ كلِّ شيء غرب.وقيل غروبه صفاؤه وماؤه.والظلمُ أن يكونَ الثغرُ صافياً.والخضل: الندى.والأقاحي: جمع أقحوانة.

كأن نطافةً شيبتْ يمزن

هدوءاً في ثناياها براحِ

يروى: من ماءِ مزنٍ.النطافة: الماءُ.وشيبتْ خلطت.وقوله: بمزن أراد من مزن.هدوءاً: بعد نوم الناس.قيل لها راح لأنها تريح صاحبها من الهموم.

سلي إنْ كنتِ جاهلةً بقومي

إذا ما الخيلُ فئنَ من الجراحِ

فئنَ: أي رجعنَ من الحرب.

نحلُّ بجوِّ كلِّ حميً وثغرٍ

وما بلدٌ نليهِ بمستباح

الحمى: كل موضع يحمي.

بكلِّ طمرةِ وأقبَّ نهدٍ

شديدِ الأسرِ طرف ذي مراح

الطمرة فيها وجهان: بعضهم يقول: هي المشرفة.وبعضهم يقول: هي الوثوب.طمر: إذا وثب.والأقب: الضامر.والطرف: الجواد.والنهدُ: العظيم الحسن.والأسر: الخلق.والمراح: النشاط.

وماحيٌّ نحلُّ بعقوتيهم

من الحربِ العوانِ بمستراحِ

عقوتاهم: جانباهم.والعوان: الشديدة التي كان قبلها حرب.بمستراح: أي مراح.

إذا ما شمرتْ حربٌ سمونا

سمو البزلِ في العطِ الفياحِ

شمرت: شمر ألها فيها، أي خفوا وأسرعوا.سمونا: ارتفعنا ومشينا إليها كما تفعل البزل إذا مشت إلى البزل فتطاولت في مشيها ورفعت أعناقها.والعطن: مبرك الإبل.والفياح: الواسع.

على لحقٍ أياطلهنَّ قب

يثرنَ النقعَ بالشعثِ الصباح

الأياطل: الخواصر.الواحد أيطل.ومن قال آطال جعل واحده إطلاً.والنقع: الغبار.

ومقفرةِ يحارُ الطرفُ فيها

على سننٍ بمندفع الصداح

المقفرة: التي أقفرت من الأنيس.وعلى سننٍ: على طريق.ويقال: خلِّ عن سننِ الفرس: أي عن طريقه ووجهه والصداح: وادِ.ومندفعه: حيث يندفع ماؤه.

تجاوبُ هامُهَا في غورتيها

إذا الحرباءُ أوفى بالبراح

الهامة: ذكر البوم وغورتاها: جانباها.والبراح: الأرض المستوية.

وخرقٍ قد قطعتنُ بذات لوثٍ

أمونِ ما تشكَّى من جراح

الخرق: البعيد من الأرض.واللوث: القوة.والأمون: التي يؤمنُ عثارها.

مضبرةِ كأنَّ الرحلَ منها

وأجلادِي على لهقٍ لياح

المضبرة: الموثقة الخلق.وأجلاده: شخصه.يقال: ما أشبه أجلاده بأجلادِ أبيه، أي شخصه.واللهق: الأبيض، وكذلك اللياح.واللياح: الذكر أيضاً.

ومعركِ كأنَّ الخيلَ فيه

قطا شركٍ تشبُّ من النواحي

المعترك: موضع القتال.شبه الخيل وهي تختلف فيه وتضرب بأيديها بقطاً قد وقع في شرك فهو ينزو من نواحيه.يقال شب الفرس شباباً وشبيبا.وشب الغلام شباباً، وشببتُ الحربَ أشبها شباً وشبوبا.

شهدتُ ومحجر نفستُ عنه

رعاع الخيلِ تنحطُ في الصباحِ

ويروى: في الرماح.المحجر: المنهزم.ورعاع الخيل: جماعتها.ورعاع الناس: سفلتهم.تنحط: يسمع لها شبه الزفير من أجوافها.

وخيلٍ قد لبستُ بجمعِ خيلٍ

فوارسها بعجلزةٍ وقاحِ

العجلزة: الشديدة.والوقاح: الصلبة الحافر. ويروى:

بجمع خيلٍ

على شقاءَ عجلزةٍ وقاحِ

يشبه شخصها، والخيل تهفو

هفواً، ظلَّ فتخاءِ الجناح

تهفو: تعدو.ويقال للطائر إذا طار قد هفا.فتخاء الجناح: لينة الجناح تقلبه كيف شاءت.وقيل الفتخ: العرض في الظهر والجناح والكف.

إذا خرجت يداها من قبيلٍ

أيممها قبيلاً ذا سلاح

يقول: إذا رجعت عن قوم أقصد بها قوماً آخرين.

أجالد صفهم ولقد أراني

على زوراء تسجد للرياح

أي على فرس كأنها زوراء، يريد بالزوراء سفينة.ثم أخذ في وصف السفينة لما ذكرها.وتسجد للرياح: تتبعها.

معبدةِ المداخلِ حين تسمو

مضبرة جوانبها، رداح

معبدة: موطأة.والرداح: الواسعة.ويقال للمرأة العظيمة العجيزة: رداح.وقد قيل معبدة: مقيرة كالبعير المعبد المهنوء.

إذا قطعت براكبها خليجاً

تذكر ما لديه من جناح

أي رجع إلى نفسه وذكر ذنوبه مما هو فيه.

يمر الموجُ تحت مسخراتٍ

يلينَ الماءَ بالخشبِ الصحاحِ

المسخرات: السفن شبه خيلهم بها.

ونحن على جوانبها قعودٌ

تغضُّ الطرفَ كالإبلِ القماحِ

أي نكف أبصارنا فرقاً، ويكون ذلك أن الرجل إذا حمله فرسه فلم يقدر على رده، وكان سيئ الركوب، امتلأت عينه.وقوله: على جوانبها: أراد الخيل.والمعنى لها، واللفظ للسفن لما كان في نعتها.والقماح: العطاش الرافعة رءوسها.

وقد أوقرن من قسطٍ ورندٍ

ومن مسكِ أحمَّ ومن سلاح

أو قرن: يعني الخيل.واللفظ للسفن. يقول: نحن على خيلنا، ويوجد منا رائحة المسك، والرند، والقسط ؛ ونحن محتقبو السلاح.والرند: ضربٌ من الريحان.

فطابتْ ريحهنَّ وهنَّ جونٌ

جآجئهنَّ في لجج ملاحِ

جآجئهنَّ: صدورهن.واللجة: الماء الذي لا يرى له طرف.ولجة البحر: معظمه.وماء ملح، ومياه ملاح. تمت. كان غلام من الأبناء رمى بسهم فأثخنه، والأبناء: وائلة، ومرة، ومازن، وغاضرة، وسلول بنو صعصعة ؛ فكل ولد صعصعة غير عامر يسمون الأبناء. وأما سلول فهي ابنة شيبان بن ذهل بن ثعلبة، تزوجها مرة بن صعصعة، فولدت له عمراً، فغلب عليهم سلول.والغلام من بني وائلة بن صعصعة. وإن بشراً أسر الوائلي، ثم أيقن بشرٌ أنه ميت، فأطلق الغلام في بعض الطريق، وقالوا: انطلق فأخبر أهلك أنك قتلت . ثم اجتمع إليه أصحابه فقالوا له: أوصِ ؛ فقال هذه القصيدة، وهو يجود بنفسه:

أسائلةٌ عميرةُ عن أبيها

خلال الجيش تعترف الركابا

اعترف الرجلُ القوم: سألهم عن خبر ليعرفه.

ترجى أن أؤوب لها بنهبٍ

ولم تعلم بأنَّ السهمَ صابا

وإن أباكِ قد لاقاهُ قرنٌ

من الأبناءِ يلتهبُ التهابا

وإن الوائلي أصاب قلبي

بسهمٍ لم يكنْ يكسى لغابا

أبو عبيدة: اللغاب: الفاسد الذي لا يحسن عمله.فعلى قوله ينشد: نكساً لغابا.واللغاب: أن يلي بطونَ الريش ظهروها.واللوأم: اتفاق القذذ، وهو أجود ما يكون.

فرجى الخير وانتظري إيابي

إذا ما القارظُ العنزيُّ آبا

القارظ العنزي: رجل من عنزة خرج يطلب القرظ فلم يرجع إلى أهله، فضربته العرب مثلاً لكل شيء يفوت فلا يرجع.

فمن يك سائلاً عن بيتِ بشرٍ

فإنَّ له بجنبِ الردهِ باباً

الرده: الماء يكون في أصل الجبل، الواحدة ردهة.وبشر دفن في هذا المكان.

هوى في ملحد لا بدَّ منهُ

كفى بالموتِ نأياً واغترابا

رهين بلًى، وكلُّ فتى سيبلَى

فأذرِي الدمعَ وانتحبي انتحابا

مضى قصد السبيلِ، وكل حيٍّ

إذا يدعَى لميتتهِ أجابا

فإنْ أهلكْ عميرَ فربَّ زحفٍ

يشبهُ نقعه رهواً ضبابا

الرهو: الساكن.وقيل المتتابع.

سموتُ لألبسهُ بزحفٍ

كما لفتْ شآميةٌ سحابا

على ربذٍ قوائمه إذا ما

شأتهُ الخيلُ ينسربُ انسرابا

ربذ: خفيف القوائم.انسرب الوحشيُّ: دخل في سربه.

شديد الأسرِ يحملُ أريحياً

أخا ثقةِ إذا الحدثانُ نابا

أريحي: يراح إلى المعروف: يرتاح إليه.

صبوراً عند مختلفِ العوالي

إذا ما الحرب أبرزتِ الكعابَا

وطال تشاجر الأبطالِ فيها

وأبدتْ ناجذاً منها ونابا

الناجذ: السن بين النابِ والضرس.وقيل الأضراسُ كلها نواجذ.

يعز علي أن ألقَى المنايا

ولما ألقَ كعباً أو كلابا

كعب وكلاب: ابنا عمر، وهم قتلوا بشراً.

ولما ألقَ خيلاً من نمير

تضب لثاتها تبغي النهابا

تضب لثاتها مثلٌ ؛ يقال لكل من اشتد حرصه: دمى فوه، وإن لثته لتضبُّ.وصف الخيل بشدة شهوتها للقاءِ.والمعنى لأصحابها.

ولما يختلط قومٌ بقومٍ

فيطعنوا ويضطربوا اضطرابا

فيا للناس إنَّ قناة قومي

أبت بثقافها إلا انقلابا

الثقاف: الذي تسوى به القناة. يقول: نحن إذا غمزنا انقلبنا كما تنقلب القناة إذا صلبت.ويقال للرجل لا ينكسر من أمر يصيبه ولا يضعف فيه: إنه لصلبُ القناة، وإنه لصلبُ العود ؛ أي صلب البدن، شديد القلب.

هم جدعوا الأنوفَ فأوعبوها

وهم تركوا بني سعد يبابا

أوعبوها: استأصلوها.جدعه الله جدعاً وعيباً، أي مستأصلاً.واليباب: الخراب. ^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي