مختارات شعراء العرب/قصيدة الشنفرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

قصيدة الشنفرى

قصيدة الشنفرى - مختارات شعراء العرب

وقال الشنفرى الأزدي:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم

فإني إلى أهلٍ سواكمْ لأميلُ

أقيموا: سددوا.

فقد حمتِ الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ

وشدتْ لطياتٍ مطايا وأرحلُ

حمت: حضرت.والطية: السفر.

وفي الأرضِ منأًى للكريم عن الأذى

وفيها لمنْ خافَ القِلَى متحولُ

ويروى: متعزل.منأى: مبعد.

لعمرك ما بالأرض ضيقٌ على امرئ

سرى راغباً وراهباً وهو يعقلُ

ولي دونكمْ أهلونَ سيدٌ عملسٌ

وأرقطُ زهلولٌ وعرفاءُ جيألُ

أرقط زهلول: أي حية أرقط.والزهلول: الأملس.والعرفاءُ: العظيمة العرف.

هم الرهطُ لا مستودعُ السر شائعٌ

لديهمْ ولا الجاني بما جرَّ يخذلُ

أي ما جنى.

وكلُّ أبيٌّ باسلٌ غيرَ أنني

إذا عرضتْ إحدى لطرائدِ أبسلُ

أبيٌّ: ممتنع.والباسل: الشجاع، والباسل: الغضبان.ويروى: إذا عرضتْ أولى الطرائد

وإنْ مدتْ الأيديِ إلى الزادِ لم أكنْ

بأعجلهم إذْ أشجع القومِ أعجلُ

الجشع: أسوأ الحرص.

وما ذاكَ إلا بسطةٌ عن تفضلٍ

عليهم، وكان الأفضلَ المتفضلُ

وإني كفاني فقدَ مَنْ ليس جازياً

بحسنَى ولا في قربهِ متعللُ

ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ

وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ

عيطل: قوسٌ طويلة.

هتوف من المُلْسِ المتانِ يزينها

رصائعُ قد نيطتْ إليها ومحملُ

يروى: من الملسِ المتون.والرصائعُ: عقد السيرِ.

إذا زالَّ عنها السهمُ حنتْ كأنها

مرزأةٌ ثكلى ترنُّ وتعولُ

ولستُ بمهيافٍ يعشى سوامهُ

مجدعةً سقبانها وهي بهلُ

مهيافٌ: سريع العطش.والمجدعة: السيئة الغذاء.والباهلُ: التي لا صرارَ على ضرعها.وهي مع ذلك حافلٌ.

ولا جُبأٍ أكهى مربٍّ بعرسهِ

يطالعها في شأنه كيف يفعلُ

جبأَ: جبان.وأكهى: أفعل من الكهاةِ ؛ وفي الناقة العظيمة.ويقال: المسنة.والمربُّ: الملازم.

ولا خالف داريةٍ متغزلٍ

يروحُ ويغدو داهناً يتكحلُ

حالف: من الحلف.ويروى: خالف.يخلفُ الحي.ودارية: يدري شعره.ويروى: ذي إربةٍ، من قول الله عز وجل: 'غير أولي الإربة'.ومتغزل من الغزل.ويروى: متعزل.

ولستُ بعلٍّ شرهُ دونَ خيره

ألفَّ إذا ما رعتهُ اهتاجَ أعزلُ

العلُّ: الكبير:.والأعزلُ: الذي لا سلاحَ معه.

ولستُ بمحيارِ الظلام إذا نحت

هدى الهوجلِ العسيف يهماءُ هوجلُ

محيار: متحر.والهوجل الأول: البطيء الذي لا خير فيه.والهوجل الثاني: المفازة البعيدة.والعسيف: الساري على غير قصد.واليهماءُ: التي لا يهتدى فيها السفر.

إذا الأمعزُ الصوانُ لاقى مناسمي

تطايرَ منهُ قادحٌ ومفللُ

الأمعز: مكانٌ ذو حجارة صلبة.والقادحُ: ما يقدح النار.والمفلل: المكسر.

أديمُ مطالَ الجوعِ حتى أميتهُ

وأصرفُ عنه الذكْرَ صفحاً فأذهلُ

في أخرى: وأضربُ عنه.وهو أجود.

وأستفُّ تربَ الأرضِ كي لا يرى له

على من الطولِ امرؤٌ متطولُ

ولولا اجتنابُ الذامِ لم يبقَ مشربٌ

يعاشُ به إلا لدي ومأكلُ

ولكنَّ نفساً حرةً لا تقيم بي

على الضيمِ إلا ريثَ ما أتحولُ

ويروى: نفساً مرةً.

وأطوي على الخمص الحوايا كما انطوتْ

خيوطةُ ماريٍ تغارُ وتفتلُ

خيوطة مارِيٍّ: خيوطٌ من وبر الإبل.

وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا

أزلُّ تهاداهُ التنائفُ أطحلُ

التنائف: الفلوات.

غدا طاوياً يعتنُّ للريحِ هافياً

يخوتُ بأذنابِ الشعاب ويعسلُ

هافٍ: خفيف.ويروى: يعارض الريحَ.

فلما لواهُ القوتُ من حيثُ أمهُ

دعا فأجابتهُ نظائرُ نحلُ

مهللةٌ شيبُ الوجوهِ كأنها

قداحٌ بكفي ياسرٍ تتقلقلُ

أو الخشرمُ المبعوثُ حثحثَ دبرهُ

محابيضُ أرساهنَّ سامٍ معسلُ

المعسل: الشائر، وهو المشتار.

مهرتةٌ فوهٌ كأنَّ شدوقها

شقوقُ العصِي كالحاتٌ وبسلُ

فوه: جمع أفوه، وهو الواسعُ الفم.والباسل: العابس.وكالحات: باديات الأنياب.

فضجَّ وضجتْ بالبراحِ كأنها

وإياهُ نوحٌ فوقَ علياءَ ثكلُ

فأغضى وأغضتْ وائتسى وائتستْ به

مراميلُ عزاهَا وعزتهُ مرملُ

شكا وشكتْ ثم ارعوَى بعدُ وارعوتْ

وللصبرُ إنْ لم ينفعِ الشكو أجملُ

وفاءَ وفاءَتْ بادئاتٍ وكلها

على نكظٍ مما يكاتمُ مجملُ

في أخرى: وفاءَ وفاءَتْ عن قريب. النكظ: الشدة.

وتشرب أسارِي القطا الكدرُ بعدما

سرتْ قرباً أحناؤُها تتصلصلُ

تصوت مناقيرها من العطش.

هممت وهمت وابتدرنا فأسأدت

وشمر مني فارطٌ متمهلُ

الفارط: السابق.

فوليتُ عنها وهي تكبُو بعقرهِ

تباشرهُ منها دفوفٌ وحوصلُ

ويروى: ذقون وحوصل

كانَّ وغاها حجرتيهِ وحولهُ

أضاميمُ ممن سفرِ القبائلِ نزلُ

أضاميم: جماعات.ويروى: جنبتيهِ وحوله.

توافينَ من شتى إليه فضمها

كما ضمَّ أذوادَ الأصاريمِ منهلُ

فعبتْ غشاشاً ثم مرتْ كأنها

مع الفجرِ ركبٌ من أحاظةَ مجفلُ

غشاشاً: أي قليلاً على عجلة.وأحاظة: موضع، أوحى.

وآلفُ وجهَ الأرضِ عند افتراشِها

بأهدأ تنبيهِ سناسنُ قحلُ

في أخرى: تثنيه.والسناسنُ: رءوس الأضلاع.

وأعدلُ منحوضاً كأن فصوصهُ

كعابٌ دحاها لاعبٌ فهي مثلُ

أعدل: أقيم.والمنحوض: العاري، من النحضِ.

فإِنْ تبتئِسْ بالشَّنفريَ أمُّ قسطلٍ

فما اغتبطتْ بالشنفري قبلُ أطولُ

أم قسطل: الداهية.

طريدُ جناياتٍ تياسرنَ لحمهُ

عقيرتهُ لأيها حمَّ أولُ

تياسرن من الميسر.

تبيتُ إذا ما نام يقظى عيونها

جثاثاً إلى مكروهها تتغلغل

وإلفُ هموم ما تزالُ تعودهُ

عياداً كحمى الربعِ أو هي أثقلُ

إذا وردتْ أصدرتُها ثمَّ إنها

تثوبُ وتأتي من تحيتُ ومن علُ

فإما تريني كابنةِ الرملِ ضاحياً

على رقبةِ أحفَى ولا أتنعلُ

يروى: ولا أتسربلُ.

فإنِّي لمولَى الصبرِ أجتابُ بزهُ

على ملِ قلبِ السمعِ والحزمَ أفعلُ

وأعدمُ أحياناً وأغنى وإنما

ينالُ الغنى ذو البغية المتبذلُ

ولا جزعٌ من خلةٍ متكشفٌ

ولا مرحٌ غبَّ الغنى أتخيلُ

نسخة: تحت الغنى.

ولا تزدهي الأجهالُ حلمِي ولا أرى

سؤولاً بأعقابِ الأقاويلِ أنملُ

أنمل: أنمُّ.والأجهال: جمع جاهل، كصاحب وأصحاب.ويروى: الأطماع.

وليلةِ صِرٍّ يصطلي القوسَ ربُّها

وأقطعه اللاتي بها يتنبل

دعستُ على غطشٍ وبغشٍ وصحبتي

سعارٌ وإرزيزٌ ووجرٌ وأفكلُ

سعار: عطش.وإرزيزٌ: جوع.ووجر: خوف.

فأيمتُ نسواناً وأيتمتُ ولدةً

وعدتُ كما أبدأتُ والليلُ أليلُ

وأصبح عني بالغميضاءِ جالساً

فريقانِ مسئولٌ وآخرُ يسألُ

الغميضاءُ: موضع.قال أبو رياش: الغميضاءُ بالضاد المعجمة.

فقالوا: لقد هرتْ بليلٍ كلابنَا

فقلنا أذئبٌ عسَّ أم عسَّ فرعلُ

عس: تردد وطلب.والفرعل: الثعلب.وقيل: ولد الضبع.

فلم يكُ إلا نبأةٌ ثم هومتْ

فقلنا قطاً قد ريعَ أم رِيعَ أجدلُ

فإنْ يكُ من جنٍّ لأبرحَ طارقاً

وإنْ يكُ إنساً ما كها الإنسُ تفعلُ

لأبرح: أي لقد أبرح.أراد ما كهذا، فحذف ذا.ويروى: ما كذا.وهو أجودُ.

ويومٍ من الشعرى يذوبُ لعابه

أفاعيه في رمضائه تتململُ

أي من أيام الشعري.ولعابه: شدة حره.وفي أخرى: لوابه.والمعنى واحد.

نصبتُ له وجهي ولا كنَّ دونه

ولا سترَ إلا الأتحميُّ المرعبلُ

الأتحميُّ: ضربٌ من البرودِ.

وضافٍ إذا هبتْ له الريحُ طيرتْ

لبائدَ من أعطافهِ ما ترجلُ

ضاف: شعر طويل.واللبائد: ما تلبد.والترجيل: غسل الشعر ودهنه.

بعيدٌ بمسِّ الدهنِ والفلي عهدهُ

بهِ عبسٌ عاف من الغسل محولُ

العبس: الوسخ.والغسل: الخطمي.

وخرقٍ كظهرِ التُّرسِ قفرٍ قطعته

بعاملتينِ ظهرهُ ليس يعمل

فألحقتُ أخراهُ بأولاهُ موفياً

على قنَّة أعيا مراراً وأمثلُ

يروى: أخفى مراراً.والقنة: الجبل.

ترودُ الأراوِي الصحمُ حولي كأنها

عذارى عليهنَّ الملاءُ المذيلُ

ترود: تطوف.وأراد بالملاءِ: بياض أكرعها.

ويركدن بالآصال حولي كأنني

من العصمِ أدفى ينتحي الكيحَ أعقل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي