مختارات شعراء العرب/قصيدة النمر بن تولب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

قصيدة النمر بن تولب

قصيدة النمر بن تولب - مختارات شعراء العرب

وقال النمر بن تولب العكلي:

صحا القلبُ عن ذكرهِ تكتمَا

وكان رهيناً بها مغرمَا

في أخرى: سلا عنْ تذكرهِ تكتما. السلوُّ: ترككَ الشيءَ ؛ وربما قالوا في ترك التناسي: سلا يسلو.

وأقصرَ عنها وآياتها

يذكرنهُ داءهُ الأقدما

أي حبه القديم.أقصر: كف وأمسك.وآياتها: معالمها.

فأوصى الفتى بابتناءِ العلاءِ

وألا يخونَ ولا يأثمَا

ويلبَسُ للدهرِ أجلالهُ

فلنْ يبنيَ الناسُ ما هدَّمَا

ويلبس للدهر أجلاله: أي ويتهيأُ لكل حالةٍ على حسب ما يرى مما ينبغي مثل قول العرب:

البسْ لكلِّ حالةٍ لبوسها

نعيمها يوماً ويوماً بوسها

وقوله: فلن يبني الناسُ ما هدما: أي ما هدم من مجده.وتهديمه إياه: تضييعه.

وإن أنتَ لاقيتَ في نجدةٍ

فلا تتهيبكَ أن تقدما

النجدة: الشدة والأمر الشاق ؛ أراد فلا تتهيبها فقلب.ويقولون: تهيبني السفر ؛ أي هبته.ومنه قول ابن مقبل:

ولا تهيبني الموماةُ أركبها

إذا تجاوبتِ الأصداءُ بالسحرِ

أي لا أتهيبُ الموماةَ.والأصداءُ: جمعُ صدًى، وهو ذكرُ البوم.

فإنَّ المنيةَ منْ يخشها

فسوفَ تصادفهُ أينما

يريد: أينما ذهبَ.فاقتصر على معرفةِ ذلك، وتركَ اللفظَ به.

وإنْ تتخاطاكَ أسبابها

فإنَّ قصاراكَ أن تهرما

قصاراكَ: غايتك.

وأحبب حبيبكَ حباً رويداً

لئلاَّ يعولكَ أن تصرما

في أخرى: فقد لا يعولُك ؛ أي لا يشقُّ عليك.والعول: المصدر. والمعنى: لا يعظم عليك الصرمُ إذا أردته أو أرادهُ حبيبك.

وأبغض بغيضك بغضاً رويداً

إذا أنت حاولتَ أن تحكمَا

أن تحكمَا: أي تكون حكيماً. .ويروى: أن تحكِمَا ؛ أي تُحكِم أمرك.ويقال: أحكمتهُ: أي منعته ورددته عما يريد.قال جرير:

أبني حنيفةَ أحكموا سفهاءَكم

إني أخافُ عليكمُ أن أغضبَا

أي امنعوهم وكفوهم.

فلوْ أنَّ من حتفهِ ناجياً

لألفيته الصدعَ الأعصمَا

الصدع: الوعل بين الجسيم والضئيل.والأعصم: الذي في يده بياض.وقيل: الذي اعتصم بقلةِ الجبل.

بإسبيلَ ألقتْ بهِ أمهُ

على رأسِ ذي حبكٍ أيهما

إسبيل: بلدٌ.وقيل: جبلٌ.وأنشد الأصمعي شاهداً على أنه بلد:

لا أرضَ بعدَ الأكمِ إلا إسبيلُ

فكل أرض بعدَ تيكَ تضليلُ

والحبكُ: الطرائق.الواحدُ حباك.والأيهم: الذي لا يعرف به طريق.ومفازةٌ يهماء: لا يهتدى بها.ويقال للسيلِ الأيهم ؛ لأنه لا يبالي ما ركب، ولا أين أخذ، كالأعمى يركب رأسه.

إذا شاءَ طالعَ مسجورةً

ترى حولها النبعَ والساسما

المجوة: المملوءة.والنبع: أكرم العيدانِ، ومنه تتخذ القسي.والساسم: الشيز.وقيل الآبنوس.

تكونُ لأعدائهِ مجهلاً

مضلاً وكانتْ له معلما

المجهل: الذي لا يعرف.والمضل: الذي يضل فيه.ويروى: مضلاً.وكانت له معلما: أي هو عالمٌ بها.

سقته الرواعدُ من صيفٍ

وإنْ منْ خريفٍ فلن يعدما

في أخرى: سقتها رواعدُ من صيف.الصيفُ: مطر الصيفِ.والخريف: المطرُ قبل دخولِ الشتاء.

فساقَ له الدهرُ ذا وفضةٍ

يقلبُ في كفهِ أسهمَا

الوفضةُ: الكنانة ؛ وهي التي يجعل فيها النبلُ، وهي بمنزلةِ الجعبةِ للنشاب.والجمع وفاض.

فراقبهُ وهو في قترةٍ

وما كانَ يرهبُ أن يكلما

القترة: بيت الصائد.

فأرسل سهماً لهُ أهزعاً

فشكَّ نواهقهُ والفما

الأصمعي: الأهزعُ: الطويل.ويروى: مرهفاً.والنواهقُ من الوعل: ما حول أنفه.وهي من الفرس العظمان اللذان يبدوان في موضع مسيل الدموع.

فظل يشب كأنَّ الولو

عَ كان بصحتهِ مغرما

يشب: يرفع يديه.شب الفرس: إذا رفع يديه عند التمعك.والولوع: القدر.والولوع: الدهر.

وأدركهُ ما أتى تبعاً

وأبرهةَ الملكَ الأعظمَا

تبع: من ملوك اليمن من ملوك حمير.وأبرهة من ملوك الحبشة، كان النجاشيُّ وجهه إلى اليمن.

لقيم بن لقمان من أخته

فكانَ ابنَ أختِ لهُ وابنَما

لقيم بن لقمان: رجلٌ من الأمم السابقة، يقال: إنَّ أختَ لقمان كانت عند رجل يجيء ولده ضعافاً فاحتالت لأخيها بالسكر حتى قع بها فولدت لقيماً.

ليالي حمقَ فاستحصنتْ

إليه فغرَّ بها مظلمَا

حمقَ: أي أسكرَ حتى ذهب عقله.وقوله: فاستحضت إليه أي أتته كأنها حصانٌ.والحصان والحاصنُ: العفيفة.وغر: من الغرور.ومظلماً: أي والليل قد أظلم عليه.

فأحبلها رجلٌ نابهٌ

فجاءتْ به رجلاً محكمَا

نابهٌ: مذكورٌ مشهور الذكر.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي