مخطط نزاري لتغيير العالم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مخطط نزاري لتغيير العالم لـ نزار قباني

-1-
أريد أن أحب ..
حتى أجعل العالم برتقالة
والشمس قنديلا من النحاس
أريد أن أحب..
حتى ألغي الشرطة.. والحدود .. والأعلام ..
واللغات .. والألوان .. والأجناس ..
أريد أن أستلم السلطة يا سيدتي
ولو ليوم واحد
من أجل أن أقيم ..
(جمهورية الإحساس ) …

-2-
أريد أن أحب ..
كي أغير العالم , يا سيدتي
وأمنح الأشياء بعدا خامسا
وأجعل النساء بستانا من النعناع
أريد أن ألحن الأشجار ..
والأمطار ..
والأقمار , في عينيك , يا سيدتي
وأضبط الإيقاع

-3-
أريد ..
أن أهندس النهد على طريقتي
فمرة .. أجعله كنيسة قوطية
ومرة .. أجعله مسلة مصرية
ومرة .. أجعله مروحة صينية
ومرة ..
أجعله طيارة من ورق
أو كرة من نار …

- 4 -
أريد ..
أن أحب دونما تحفظ
ودونما ندامة
ودونما استغفار
أريد أن أذهب في حبك
حتى آخر الجنون .. والدوار …

- 5 -
أريد ..
أن أجعل من يديك , يا سيدتي
بستان جلنار …

- 6-
أريد ..
أن أختصر النساء في واحدة
بحيث لا يبقى على الأرض سوى
حضارة الأحرف ..
أو حضارة الأزهار ..

- 7 -
أريد أن أحب ..
كي أكتب شعرا جيدا .
فالحب , في أساسه
نوع من الإبداع

- 8 -
أريد ..
أن أحرق , يا سيدتي , خرائطي
أريد ..
أن أضيع في الضياع
لم يكن الوصول يوما غايتي
وإنما الإقلاع ..

- 9 -
أريد ..
أن أحب , يا سيدتي
كي أخرج العاشق من أقفاصهم
وأنقذ الأثداء من خناجر الإقطاع …

- 10 -
أنا .. وأشعاري
نسيج واحد
لا فرق بين الوجه والقناع

- 11 -
بامرأة أحبها
بامرأة تحبني
أقدر يا سيدتي
أن أنقل الجبال من مكانها
وأنقل البحار ..

- 12 -
لا أدعي قراءة الغيوب
يا حبيبتي
لكنما العالم سوف ينتهي
حتما ..
إذا ما انتهت الأنوثة …

- 13 -
يا امرأة ..
تفوح من قفطانها
رائحة البخور , والكافور , والبهار
يا امرأة ..
تفوح من ضحكتها
رائحة الأمطار
أخاف , إن تركتني يوما
بأن يأكلني الغبار …

- 14 -
كوني إذن ..
قصيدتي , ووردتي
كوني إذن ..
صفصافتي ونخلتي
فربما استطعت , يا سيدتي
بالشعر ..
أن أشجر الصحراء …

-15 -
هو الهوى .
هو الهوى .
الملك القدوس , والآمر والقادر ..
والمعلوم , والمجهول
والمسكون بالأسرار
هو الذي يلمسنا بكفه
فتنبت الحنطة تحت جلدنا
وتصدح الأنهار
هو الذي يندس في فراشنا
فيطلع اللؤلؤ من لحافنا
ويطلع المحار
وهو الذي يكتب في دفتره
أسماء صاحباتنا
وهو الذي يختار …

- 16 -
كوني , إذن , حبيبتي
فربما ..
نقدر أن نغير النظام
في مملكة السماء …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي