مدارسنا إن كنت خير المدارس
أبيات قصيدة مدارسنا إن كنت خير المدارس لـ حمزة قفطان

مدارسنا إن كنت خير المدارس
فكوني على أخلاقنا خير حارس
وإن رمت تنفيس الخناق فأسرعي
لتهذيب هاتيك النفوس النفائس
نفوس بنينا اليوم أشياخنا غدا
إذا هم غدوا للعلم غير مغارس
نريد بهم للدهر أسداً خوادراً
وها هم بدوا مثل الظباء الكوانس
مثقفة أخلاقهم مستضيئة
عقولهم نوراً كشعلة قابس
ليثري من إيمانهم كل معدم
وينعم في أفكارهم كل بائس
أتوك اختلافاً بين عاص وطائع
وآباؤهم ما بين راج ويائس
فإن شئت حلي اليوم عند رجائهم
مدافعة عنهم جميع الوساوس
ولا تتركيهم والتهجم سائد
بنشر العوادي أو بدس الدسائس
وسيري مثالاً بالتقدم فيهم
على رغم قول مرجف في المجالس
وقومي بنشر العلم في طبقاتهم
ليرفع رأساً للعلى كل ناكس
فقد أدركوا نفع العلوم وفضلها
عليهم فما أصغوا لقول المماكس
الا فخذي العلم الصحيح وهذبي
عقولاً غدت للجهل مثل الفرائس
فما العلم إلا كوكب سوف يجلي
به كل ليل للجهالة دامس
ضمنا لك النصر الموفر فاضمني
لنا النجح في أثمار تلك الغرائس
ملكت بنا الظن الجميل فحققي
وقمت إلى الأمر المهم فمارسي
الا ما لهذا القثلب كثر همومه
فسيح الأماني مستثار الهواجس
يميل إلى داعي الضلالة جهرة
فيخبط في ليل بهيم الحنادس
يهيب به داعي الصلاح فينثني
برأي إلى داعي الهوى متقاعس
فكم راضه للرشد رأي مسدد
فيستن في الغن استنان الشوامس
ننكب ورد البحر والآل همة
فعالج في التهجير ظمأ الخوامس
يظن اكتساب العلم شيئاً مذمماً
فيرقد تحت الجهل رقدة ناعس
وما المرء إلا اصغراه وفخره
بفضل المساعي لا بفضل الملابس
واما القلب الا مضغة لا يزينها
سوى العلم والخلق الكريم المؤانس
وليس لسان المرء الا ابن عقله
وذا العقل إن هذبته خير سائس
ألا حي قومي الصيد أبناء يعرب
كرام الأياي البيض شم المعاطس
لئن درجوا عنا وقمنا بربعهم
على طلل رهن الحوادث دارس
وكانوا تشيد العالمون بذكرهم
فيورق من ذكراهم كل يابس
وكانوا بجمع الرأي ترمق نحوهم
عداهم بلحظ المستريب المخالس
وكانوا بعز البأس يسري لوائهم
رفيعاً فيغلي قدرهم كل باخس
إذا ما دعا عمرو القنا برماحهم
رأيت بهم أنصار زيد الفوارس
وكانوا بفضل العلم يشرق عصهم
شروق اللئالي في نحور العرائس
تؤمهم من كل أوب وفودهم
إلى عيلم من منهل العلم قامس
إلى أن تجهمن الليالي وأردفت
حوادث دهر باسر الوجه عابس
وعدنا يوافي أرضنا كل طارق
ويلمس من أرواحنا كل لامس
ويوثق من إيماننا كل آسر
ويحبس من أفكارنا كل حابس
وقمنا لنسطيع اللحوق بشأوهم
فنسبق للعلياء كل منافس
فليس لنا إلا العلوم وسيلة
وما العلم إلا في رقي المدارس
ألا فانصروها أيها القوم وانهضوا
بها نهضة الأسد الغضاب الأشاوس
ومدوا إلى إسعادها كل ممكن
بأيد كأمثال الغمام الرواجس
لنصبح في أفكارنا خير مرشد
وتغدوعلى أخلاقنا خير حارس
شرح ومعاني كلمات قصيدة مدارسنا إن كنت خير المدارس
قصيدة مدارسنا إن كنت خير المدارس لـ حمزة قفطان وعدد أبياتها واحد و أربعون.
عن حمزة قفطان
حمزة بن مهدي الشهير بقفطان. شاعر مطبوع، وفاضل أديب، وشخصية مرموقة. ولد بحي واسط ونشأ بها، فدرس المقدمات على أخيه الشيخ محمد صالح الذي كفله منذ الصغر. ثم هاجر إلى النجف لإكمال دراسته، وخلال ذلك برز شاعراً له ميزات علمية وأدبية. توفي في الحي ونقل جثمانه إلى النجف فدفن بها.[١]
تعريف حمزة قفطان في ويكيبيديا
حمزة بن مهدي بن أحمد قفطان السَّعدي (1889 - 1923) شاعر عراقي. ولد بمدينة الحي في واسط ونشأ بها في عائلة معروفة. درس المقدمات اللغوية على أخيه محمد صالح الذي كفله منذ الصغر. ثم هاجر إلى النجف سنة 1912 لإكمال دراسته، حتى برز شاعراً له ميزاته. توفي في الحي عن 34 عامًا ونقل جثمانه إلى النجف ودفن بها. له ديوان شعر، مفقود.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ حمزة قفطان - ويكيبيديا