مرت الأيام والروح الحزين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مرت الأيام والروح الحزين لـ زكي مبارك

اقتباس من قصيدة مرت الأيام والروح الحزين لـ زكي مبارك

مرّت الأيام والروح الحزين

هائم الآمال يرجو كرمَك

كل يوم من جفاكم بسنين

ليتني أعرف ماذا شغلك

في طريقي حين أغدو أو أروح

أوجهٌ لمّاحة الحسن وضاء

هي عندي منك يا ظلام روح

تأمر القلب وتنهى ما تشاء

بلبل في حلقك الشادي ينوح

آه من حلقك آها ثم آه

فتنةٌ من لحظك الساجي تلوح

آه من لحظك آها ثم آه

ما الذي تصنع هاتيك العيون

ما الذي تصنع ماذا تصنع

لك عينٌ هي سحر وفتون

يرجع الصب إليها يرجع

ليتني أعرف أسباب الصدود

من حبيب نافر القلب شرود

لا الجوى يخبو ولا الصبر يعود

الهوى بلواي في هذا الوجود

كدت باللوعة والوجد أبوح

فأداوى ما بروحي من جروح

طائر الشوق بأضلاعي يصيح

طال عهد البعد من ذاك المليح

طالت الأيام طال البعد طال

منذ يومين وعيني لا تراك

اقتصد يا حلو في هذا الدلال

وتعال انظر عنائي من نواك

طالت بنا الأيام

طالت بنا طالت

هامت بنا الأحلام

هامت بنا هامت

لا تنس يا روح أيام الثلاثاء

يا فاطر الحب في يوم الثلاثاء

لا تنس يا روح أحلام الثلاثاء

يا فاطر الشعر في يوم الثلاثاء

ما قصة النونتين

في خدك الباهر

ما قصة اللمعتين

من جفنك الساحر

وما يد لبديع الشعر موحيةٌ

كطلعة البدر في أعقاب أدجان

يد أناملها من رقة خلقت

كأنها الزهر في أيام نيسان

أرنو إلى نورها حينا فيبهرني

ويفضح السر من مكنون كتماني

سبحان بارئها سبحان فاطرها

نورا يؤجج أشواقي واشجاني

أسائلٌ عني أسائلٌ أنتَ

الهمس بالتليفون يقول من أنت

لا تخف صوتك عني إن نبرته

معروفةٌ لفؤادي قبل آذاني

كنّا معا بالأمس

كنا معاً كنا

لا تنس ليل الأمس

في ظله عشنا

على العتاب تنادمنا وكان لنا

من التعاتب أكواب وندمان

نقول ما نشتهي والليل منشرح

لصفونا ناعس الأجفان جذلان

لم يعرف الليل قبل الأمس أن يدا

تحنو عليه فيمسي وهو نشوان

ترنو النجوم إلينا وهي مصغية

لأنجم الليل أجفان وآذانُ

أأنت الذي جاذبت بالأمس روحهُ

ويمناي تطويه بعنفٍ وتفتكُ

أأنت أجب إني لروحك حاضرٌ

وإني بأمر الحب والشعر أملك

ما هذه الأحلام

ما ذلك الوجد

إن الهوى أحلام

في روضها أشدو

تذكرت أني قد ضممتك ضمة

وأنك من يمناي قد كدت تهلك

من صنع من أنت

تبارك الخالق

حبّيك من رزقي

تبارك الرازق

إذا لمعت عيناك ثار متيّمٌ

بعينيه يبكي وهو بالروح يضحك

من أنت لا أدري

وأنت هل تدري

كتمت الهوى عني وعنك صيانة

لروح به روحي يثور فيسفك

إني على الكتمان

يا فاتني قادر

لا تنكر الكتمان

إني به آسر

لو بحت باسمك ثار الكون أجمعه

مطالباً بدمي في روحك الغالي

لا تنس أنا التقينا

أنحن كنا التقينا

سارت بنا العربه

عند انتصاف الليل

وأنت في حضنى

تشكو الجوى والليل

الليل نحن صنعناه لغايتنا

والليل في شرعة الأهواء كتمانُ

تشكو لأني أحبك

أشدو لأني أحبك

الظلم مني محبوب ولا عجبٌ

إني لكل جميل الوجه ظلّام

الحسنُ عندك وحدك

والحب عندي وحدي

والحسن للحب عبدٌ

فأنت يا روح عبدي

حاول نجاتك مني إنني بطلٌ

يغزو الجمال بأنغام وألحانٍ

ما ذلك الوجه

إني عليه أحوم

أبيت في الليل أشكو

من قسوة الكتمان

وأنت في الليل تشكو

من لذعة الحرمان

أأنت تجهل أني عاشق كلفٌ

كتمانه لضمير الوجد إعلان

بالصمت أعلن سرى

بالصمت تعلن سرّك

والسر في الحب جهرٌ

فاكتم على الصب جهرك

لا تقل إنني محب فإني

لست أهلاً لروض هذا الجمال

إن النجوم تغار

من لطف هذا السرار

تغار منا ومن أقباس لوعتنا

إن العذول من الأحباب غيرانُ

ما ليلةُ الأمس هل طالت وأنت بها

في خاطر الشاعر الفتاك شيطان

تلهو وتلعب لا تدري مدى شغفي

برائع وجهه راح وريحان

مرخّم الصوت مبحوح لوافظهُ

في مسمع العاشق المشتاق ألحان

روح من الروح لو أصغى الوجود له

في طلعة الفجر أضحى وهو فنّان

يوم الثلاثاء ناديه وملعبه

وللمواقيت أرواح وأبدان

إذا تجلّى فثارت منه بادرةٌ

تبسّم الروح مني وهو غضبان

أغاضبٌ أنت لا تغضب فإن يدي

تأسو وتجرح والأشواق ألوان

صورة باكيه

أهذه صورتك

لحظة شاكيه

أهذه لحظتك

أنا واف بما وعدت فدعني

أنثر الروح في طريقك دعني

أبكاءٌ أأنت تبكي لأني

لم أبح بالذي تكتمت عني

هوايَ لا تعرف الأقدار مصدره

إن الفتى الحر للأسرار كتّام

هوايَ ما أمره إني لأحسبه

طيفا تجود به في النوم أحلام

ما هذه الصحراء

بأرض مصر الجديده

يطول فيها الشتاء

على المغاني البعيده

أني لأدفىء روحي حين أذكركم

والدفء بالوجد فوق الدفء بالنار

أعالمٌ أنت

بمحنتي في هواك

اشاعر أنت

بكربتي من جفاك

يومانِ أو أيام

يومان أو أعوام

ما هذه أوهام

ما هذه أحلام

إني لبعدك في يومين قد صنعت

بي الصبابة ما لا يصنع القدر

ما هذه الصوره

ما هذه الصوره

وجهٌ هو الحسن في لألاء طلعته

خدٌّ به النحل ترجو شهر آذار

وجه غريم لروحي إنه قبس

من لوعتي وصباباتي وأشعاري

خدّ إذا ذقته بالوهم ثار دمي

بلاعج من سعير الوجد قهار

أصبو إلى طلعة لو ساورت جبلاً

لصيرته تراباً فوق أحجار

يا فوق ما تشتهي روحي تعال تجد

روحي لروحك تشكو غربة الدار

لا تطل هجرك يا هذا الغزال

إنني أغزوك بالشعر الحلال

الجفاء العمد يا هذا الغزال

هو في شرعية الحب وصال

ما أنت مني بعيد

يا أكحل العينين

ما أنت مني بعيد

يا أرخم اللحنين

أنا الشقيّ السعيد

باللحن والجفنين

أنا الغريم الصيود

بالشعر والعينين

لم أدر ما أمرُك

لم تدر ما أمري

وحي الصبا شعرك

وحي الهوى شعري

يا تحفةً من عيون

يا زفرة من شجون

يا آسراً أنا سابيه وآسرهُ

بجاحم من سعير الوجد وهّاج

غدائرٌ مرسلات

بهن طال هيامي

وأعين حالمات

بهن ثار غرامي

إني أحبك حبا لو فطنت له

لطرت تسأل عن حالي وأحوالي

نسيت روض المعاني في أزاهره

وأنت وحدك يا محبوب في بالي

صورةٌ شاكيه

صورةٌ باكيه

صورة لاعبه

صورةٌ لا هية

ما هذه الأحوال

ما هذه الألوان

الطفل أنت وللأطفال موهبةٌ

فالطفل يبكي بدمع وهو فرحان

فتّش جيوبي فتش

يا أيها الطفل

ومن رحيقي فارشف

يا أيها النحل

ميسيّه قال كلاما أنت تعرفه

بالروح والطفل بالأرواح علّام

ميسيه من حزنه قد مات وا أسفى

على قريب له بالشعر أرحامُ

أيهلك الشاعر

أخطأت يا ميسيّه

لن يهلك الشاعر

والدمع في عينيه

يا أيها المحبوب

يا أيها اللَه

فضحتني في هواك

يا أيها اللَه

ومن أنا حتى أسكب الشعر دمعة

يجود بها روح بحبك يهتف

أجرني أجر قلبا بحبك مغرما

على وتر الوجدان والروح يعزف

شرح ومعاني كلمات قصيدة مرت الأيام والروح الحزين

قصيدة مرت الأيام والروح الحزين لـ زكي مبارك وعدد أبياتها مائة و اثنان و عشرون.

عن زكي مبارك

زكي بن عبد السلام بن مبارك. أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون) ، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس. له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع-ط) ، و (البدائع -ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و (حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط) . وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك) .[١]

تعريف زكي مبارك في ويكيبيديا

محمد زكي عبد السلام مبارك (5 أغسطس 1892 - 23 يناير 1952) هو أديب وشاعر وصحفي وأكاديمي عربي مصري، حصل على ثلاث درجات دكتوراه متتالية فلقبه البعض إثر ذلك بالدكاترة زكي مبارك. درّس في الجامعة المصرية لعدة سنوات وعمل مفتشا عاما للغة العربية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. زكي مبارك - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي