مرضت جفونك والحتوف شعارها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مرضت جفونك والحتوف شعارها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة مرضت جفونك والحتوف شعارها لـ السري الرفاء

مَرِضَت جفونُك والحُتوفُ شِعارُها

هنَّ السُّيوفُ شِفارُها أشفارُها

جَاوَرْتَ من شِيَمِ الكَواعبِ في الهَوى

مَنْ لا يُجارُ من الصبَّابَةِ جارُها

للهِ موقِفُنا بمنعرِجِ اللِّوى

ومَحارُنا في لَوْعَةٍ ومَحارُها

نَضَتِ البراقعَ عن مَحاسِنِ رَوْضَةٍ

ريضَتْ بمحتَفلِ الحَيا أنوارُها

فَمِنَ الثُّغورِ المُشرقاتِ لُجَيْنُها

ومن الخُدورِ المُذْهَباتِ نُضارُها

مصقولَةٌ بِسَنا الصبَّاحِ جِباهُها

مَصبوغَةٌ بِدُجى الظَّلامِ طِرارُها

أغصانُ بانٍ أعربتْ في حَمْلِها

فغَرائِبُ الوَرْدِ الجَنيِّ ثِمارُها

طالَتْ ليالي الحُبِّ بعدَ فِراقِها

وأحبُّهنَّ إلى المُحِبِّ قِصارُها

ولرُبَّ لَيلاتٍ بهنَّ تَفرَّجَتْ

أسدافُها وتأرَّجَتْ أَسحارُها

ما كانَ ذاكَ العيشُ إلا سكرةً

رَحَلتْ لَذاذتُها وحلَّ خُمارُها

اللهُ أكبرُ فرَّقَ السَّيفُ العِدَا

فتفرَّقَتْ أيدي سَبا أخبارُها

لا تَجبُرُ الأيَّامُ كَسْرَ عِصابةٍ

كُسِرَتْ وذَلَّ بجابرٍ جَبَّارُها

رحلَتْ فكانَ إلى السُّيوفِ رحيلُها

وثوَتْ فكانَ على الحُتوفِ قَرارُها

سجَرَتْ بحارُهُمُ دماً فَتَيَقَّنَتْ

أَنَّ الأُسودَ عرينُها سِنْجارُها

برَزتْ لها أُسْدُ الرَّها إذ حُوصِرَتْ

والأُسْدُ تأنَفُ أن يطولَ حِصارُها

ثَبَتوا إلى أجدارِها فكأنَّهم

والطَّعْنُ يَقتَلِعُ الكُماةَ جدارُها

مُستَعصِمينَ من الأميرِ بهَضْبةٍ

عَدَوِيَّةٍ لا تُرتَقى أوعارُها

يَغشَونَ قارعةَ القِراعِ بأوجهٍ

أَلِفَتْ مباشرةَ القَنا أبشارُها

عَلِمَ الأعاجمُ أنَّ َوقْعَ سُيوفِكُمْ

نارٌ تُشَبُّ وأنتمُ إعصارُها

مَنْ ذا يَنازِعُكُمْ كريماتِ العُلى

وهي البروجُ وأنتمُ أقمارُها

الحربُ تعلمُ أنكم آسادُها

والأرضُ تعلمُ أنكم أمطارُها

هي وقعةٌ لكَ عِزّها وسَناؤُها

وعلى عَدوِّكَ نارُها وشَنارُها

رَكِبَ السفينَ مُشرِّقاً في مَعْشَرٍ

مَنْ قالَ تغرُب خيفةً أبصارُها

مَوتورَةٌ بِشَبا الأسِنَّةِ لو بَغَتْ

وِتْراً إليكَ تضاعَفَتْ أوتارُها

عَمَرَتْ ديارُكَ من قبورِ ملوكِهم

وخلَتْ من الأُنْسِ المُقيمِ ديارُها

وردَتْ بآسادِ الشَّرى مُبيضَّةً

أفعالُها مُحمرَّةً أظفارُها

والسُّمْرُ قد خضَبَ الطِّعانُ صدورَها

فكأنها قد أُذهَبتْ أشطارُها

والمُرهَفاتُ جميلةٌ أفعالُها

في المُلْكِ غيرُ جميلةٍ آثارُها

فلتشكرنَّكَ دولةٌ جَدَّدْتَها

فتجدَّدَتْ أعلامُها ومنارُها

حلَّيتْهَا وحَمَيْتَ بيضةَ مُلكِها

فغِرارُ سيفِكَ سورُها وسِوارُها

وغريبةٍ تجري عليك رياحُها

أَرَجاً إذا لفَحَتْ عدوَّكَ نارُها

مِمَّنْ له غُرَرُ الكلامِ تفتَّحَتْ

أبوابُها وترفَّعتْ أستارُها

تَجري وتَطلُبُه عصائبُ قصَّرَتْ

عن شأوِهِ فقُصارُها أقصارُها

يَحوي له الأسَدُ البعيدُ نِجارَهُ

ويعوقُها عمَّا حَواه نجارُها

فتعيشُ بعدَ مماتِه أشعارُه

وتموتُ قبلَ مماتِها أشعارُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة مرضت جفونك والحتوف شعارها

قصيدة مرضت جفونك والحتوف شعارها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي