مزج البلاغة بالجزالة موجزا
أبيات قصيدة مزج البلاغة بالجزالة موجزا لـ ابن خاتمة الأندلسي
مَزج البلاغَةَ بالجزالةِ مُوجِزا
وأتَى بهِ في الحُسْنِ بِدْعاً مُعجزا
يَنْسابُ بين حَلاوةٍ وطلاوةٍ
جمع البديع بها البديعَ فأوْجَزا
وافَى يُجاذِبُني الحَدِيثَ وإنَّما
وافى يُجَشَّم بَذْلَ نَيْلٍ مُعْوِزا
هَلّا ومَلْعَبُ خَيْلِيَ الآدابُ إذْ
أسْمو لَها من قَبْلِ أن تُتَنَجَّزا
تَهْفُو بِعِطْفي نَحْوَها خُلُق الصِّبا
مَيْلاً لِحَيِّز حُسْنِها وتَحَيُّزا
أمّا وقَد جَذَبَتْ عِنانَ عِنايَتي
أيْدِي الحَقائِقِ فانْتَبَذْتُ تَجَوُّزا
هَمِّي تَلَقِّي عِلْمٍ اَوْ إلقاؤُهُ
مما يُؤَمَّلُ نَفْعُهُ يومَ الجَزا
وعَقائل الآدابِ ما لَمْ تُصْطَنَع
بعد التَّثَنِّي أوشكَتْ أن تَنْشزا
وعَزيزة الأبياتِ أودعَ نَظْمَها
مِن واضحِ الآياتِ ما قَدْ أعْجَزا
أو واصِل بن عطاء أُعطيَ وَصْلَها
لم يَعْتزلْ عن حُسْنها ولها اعْتَزى
ولأَصبحَتْ فيما أتاهُ أُسوةً
يَعْتادُها مَنْ جَدَّ قَوْلاً أو هَزا
حَيَّا بها كالاحى بل أحْيا بِها
ماضِي البَديهةِ مُسْهباً أو مُوجِزا
قَسَماً بما خَطَّت عَوالي نَفْسهِ
في وَجْهِ صَفحَتِها الَّذي لا يُوْتزا
ما جنّة بالحَزْنِ دَبَّج وَشْيَها
وَكّاف مُزْنٍ لَمْ يَبِتْ مُسْتَوفِزا
قد عَمَّها وَجْهُ الزَّمانِ مَحاسِناً
تَسْتَوْقفُ الأحْداقَ أنْ تَتَجَوَّزا
لِغناءِ ساجِعها افْتِنانُ مُساجِلٍ
يُثني عَلَيْها مُفْصِحاً أو مُلْغِزا
سَحبَ النَّسيمُ بِها فُضولَ ذُيولِهِ
فتضوَّعت طِيْباً ولانَتْ مَغْمَزا
بأتَمَّ أنفاساً وأعْذَبَ نَغْمةً
مِنْهُ لِذي سَمْعٍ وآنقَ حَيِّزا
إيْهٍ مُهَيِّجةَ الجوى لِجَوانحي
شَوْقاً لمنْ بِحُلى عُلاهُ تَمَيَّزا
بحياة وُدِّي في امْتدادِ حَياتِهِ
ووَفاءِ عَهْدٍ صُنتُه أنْ يُغْمَزا
قولي وزِيْدي وابْسُطي لي حالَهُ
لا تُوجِزي ما حَقُّه أنْ يُوجزا
وَصِفي فَفي أوْصافِهِ ما يُجْتَلى
صَدْعاً بها فَبِوَحْيِها لا يُجْتزا
لمحمدِ بنِ جُزَيِّ آيةُ سُؤددٍ
قد ظَلَّ في العَليا بِها مُتَمَيِّزا
نَدْبٌ إذا ما المجدُ نِيْلَ بِمِهْنَةٍ
لم يأْلُ أنْ يَحْظى بهِ مُتَعَزّزا
أضْحى ذكاء بَني جُزَيٍّ غدوةً
شُهب العَلاءِ بِكُلِّ أُفقٍ حَيِّزا
وغدا الزَّمانُ به اعتدالَ مَحاسِنٍ
والآنَ آنَ لِوَعْدِهِ أنْ يُنْجَزا
وإليكَها مِنِّي تَعِلَّةَ مُعْوِزٍ
فلَقَدْ سَموت إليه سَهْلاً مُعْوزا
جانَبْتُ ما جانَبْتَ فيه تَشَيُّعاً
فَمَنِ انْتَبَذْتَ فَنَبْذُهُ عِندي الجَزا
شرح ومعاني كلمات قصيدة مزج البلاغة بالجزالة موجزا
قصيدة مزج البلاغة بالجزالة موجزا لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن ابن خاتمة الأندلسي
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب