مساء
أبيات قصيدة مساء لـ نزار قباني
معي , في صلاةِ المسا التائبهْ
نـَرَ الليلَ يرصفُ نجماتهِ
على كتف القرية الراهبهْ
ويرسمُ فوقَ قراميدها
شريطاً من الصور الخالبه
قفي .. وانظري ما أحب ذرانا
وأسخى أناملها الواهبه
مواويل تلمسُ سقفَ بلادي
وترسو على الأنجم الغاربهْ
على كرز الأفق قام المساءُ
يعلق لوحاته الشاحبهْ
وتشرين شهرُ مواعيدها
يُلوحُ بالديم الشاكبه
بيادرُ كانت مع الصيف ملأى
تنادي عصافيرها الهاربهْ
وفضلات قشٍّ .. وعطرٌ وجيع ٌ
وصوتُ سنونوة ٍ ذاهبهْ
شحوبٌ .. شحوبٌ على مَدِّ عيني
وشمسٌ كأمنيةٍ خائبهْ
إطارٌ حزين ٌ لأحبكِ فيهِ
وفي الحرْج يستنظر الحاطبهْ
وفي عبق الخبز في ضيعتي
وطفرات تنورةٍ آيبهْ ..
وفي جرَس الدير يبكي .. ويبكي
وفي الشوح , في ناره اللاهبهْ
وفي النهد يعلك طوقَ الحرير
وفي نخوة الحلمة الغاضبهْ ..
أحبكِ .. حرفاً ببال الدواةِ
ووعداً على الشفة الكاذبهْ
وخضراً يعيش بنعمى يدٍ
ويحلمُ بالراحة الغاضبهْ
وفي اللون .. في الصوت .. في كل شيء
وفي الله .. في دمعة الراهبهْ
أحبك أوسعَ من كل دنيا
ومن مدعى الريشة الكاتبهْ
عن نزار قباني
نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.
تعريفه من ويكيبيديا
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).
على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.