مصاب الحمى والشعب فيك أم الحرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مصاب الحمى والشعب فيك أم الحرب لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة مصاب الحمى والشعب فيك أم الحرب لـ أحمد الكاشف

مصاب الحمى والشعب فيك أم الحربُ

يعاني الحمى فيها الشدائدَ والشعبُ

وما الرعب من نار العدى وحديدهم

ولكنه من هول فرقتك الحرب

تلقَّيتُ أنباء الشفاء مريحة

فلم أمس حتى جاء في الخبر الصعب

فنحت وناح الطير حولي وماج بي

مكاني وغاض الماء والتهب العشب

وأصدق باك في النوائب من بكى

على شامخ يهوي ومؤتلق يخبو

طلبت بجد الربض والوثب غاية

فلما انقضى الأمر استوى الربض والوثب

ونازعك الجنبين شغلك والضنى

فهذا له جنب وهذا له جنب

وقاسيت جهد الدفع والجذب فيهما

فلم تسترح حتى انقضى الدفع والجذب

ذهبت شهيد الداء بعد معارك

طوالٍ وما فيها طعانٌ ولا ضرب

وكم حملت تلك الجوانح لوعةً

وأنت بعقبى قومك المغرم الصب

وكيف يصيب الطب في الناس علة

وقد خانهم في دفع علتك الطب

خلا منك بيت المجد والنيل والندى

ونادي المعالي أم خلا الشرق والغرب

وضمك داج في ثرى الأرض موحش

وكم ضاق عن آمالك العالم الرحب

وإنيَ من مثوى الهدى وهو قبلتي

قريب وهل يغني من الصامت القرب

أطوف به مستروحاً من عبيره

وقد صبَّحته من بواكرها السحب

فرائض من أرضَى العباد صنيعه

وكرَّم في الدنيا مكانتَه الرب

ولو كان جثمان الكريم كذكره

لما نال من جثمانك الطاهر الترب

أحنُّ إلى الماضي وما هو راجع

وقد سار بي فيما أحاذره الركب

كأنّيَ حادي الظاعنين يمرّ بي

بلا رجعة سربٌ ويتركني سرب

صبرت على رزئي وخطبيَ فيهمُ

وما هان فيك الرزء عنديَ والخطب

ومن لي بأن ألقى محياك ثانياً

وقد قامت الأستار دونك والحجب

تعللت بعد الأربعين بسلوة

فمرت وأشجاني كما هي والكرب

وقد جاء للذكرى الوفيون والتقى

شيوخهم الأبرار والفتية النجب

يفيضون بالنجوى حناناً ورحمة

إليك وما النجوى ضجيج ولا صخب

تواصوا بما استرعيتهم وهو بيتهم

إلى الأبد السعيُ الموفَّق والدأب

فخذ من دموعي ما تشاء ومن دمي

فعيني كما عاهدتها لك والقلب

وإن كان عندي الآن من حقك الجوى

فقد كان من حقي بك التيه والعجب

وساير شعري عدل حكمك والتقى

على الخير ما تصبو إليه وما أصبو

وما عرض الدنيا لديك أمانتي

ولكنه الوجدان عندك واللب

وأنت الذي سار الأعزة حوله

فلا حزمهم يكبو ولا رأيهم ينبو

وأيدك الأحرار من كل جانب

بعزم الأولى شابوا وعزم الأولى شبّوا

وكم بطل أغنى عن السيف رأيه

مضاء وأغنت عن كتائبه الكتب

ولو شئت في واديك من بأس أهله

لرد العوادي نجدة دونه هبّوا

ولاسمك وهو اسم الكرامة ما جرت

به في مجاريها الكواكب والشهب

ومن كان في كل الضمائر خالداً

فما تُعْوِزُ الخلدَ التماثيلُ والنصب

وكل زعيم سار سيرك في الحمى

فآثاره أشياعه فيه والحزب

ومن يترك الدنيا وكان تراثه

محامده للعقب ضاعفه العقب

ومن لم تمكنه من المجد نفسه

فليس له إلا على نفسه العتب

ومن لم يكن للملك بالروح فادياً

فليس له فيه طعام ولا شرب

وما الجدب فقدان الحمى ثمراته

ولكنّ فقدان الرجال هو الجدب

تكاد تشب الحرب في الأرض كلها

فلا يابس يبقى عليها ولا رطب

سباعاً يسير الناس فيها ضوارياً

ففي جهةٍ ليثٌ وفي جهة ذئب

يريدونها نهباً وهم يهدمونها

وليس سوى الأطلال بينهم النهب

فليتك يوم الصلح بين شهوده

لتمحوَ بعد الحرب ما جنت الحرب

ويكمل للوادي من الدهر حقه

قضاؤك فيه لا السؤال ولا الغصب

وإن كان ذنب الدهر أنك غائب

ففي الحاضر الموجود قد غفر الذنب

وحسبك بعد الطيبات خلائقاً

شقيقاك والنجلان والأهل والصحب

تركتهمُ للخير بعدك أخوةً

تؤلِّفهم فيه الرعاية والحب

وكل مكان بينهم لك أجملوا

جميلك فيه عامريهمُ خصب

سجايا كرام يعملون وما لهم

سوى عزة الأوطان غنم ولا كسب

شرح ومعاني كلمات قصيدة مصاب الحمى والشعب فيك أم الحرب

قصيدة مصاب الحمى والشعب فيك أم الحرب لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي