مصارع العشاق/أبو العتاهية يعاتب عتبةَ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبو العتاهية يعاتب عتبةَ

أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين بن المهتدي، رحمه الله تعالى، إجازة، حدثنا الشريف أبو الفضل بن المأمون، حدثنا أبو بكر بن الانباري، أنشدنا محمد بن المرزبان:أنشدني الحسن بن صالح الأسدي لأبي العتاهية:

سُبحَانَ جَبّارِ السّمَاءِ

إنّ المُحِبّ لَفي عَنَاءِ

مَن لمْ يَذُقْ حُرَقَ الهَوَى،

لم يَدْرِ مَا جُهدُ البَلاءِ

لَوْ كُنتُ أحسَبُ عَبرَتي

لَوَجَدْتُهَا أنْهَارَ مَاءِ

كَمْ مِنْ صَدِيقٍ لي أُسا

رِقُهُ البُكَاءَ مِنَ الحَيَاءِ

فإذَا تَفَطّنَ لامَني،

فأقُولُ: مَا بي مِنْ بُكاءِ

لَكِنْ ذَهّبْتُ لأرْتَدِي،

فَأصَبْتُ عَيْنيَ بالرّدَاءِ

حَتى أُشَكّكَهُ، فَيَس

كُتَ عَنْ مَلامي وَالمِرَاءِ

يا عُتبَ ! مَنْ لمْ يَبكِ لي

مِمّا لَقيتُ مِنَ الشّقَاءِ

بَكَتِ الوُحُوشُ لرَحْمَتي،

وَالطّيرُ في جوّ السّمَاءِ

وَالجِنُّ عُمّارُ البُيُو

تِ، بَكَوْا، وَسكّانُ الهَوَاءِ

وَالنّاسُ، فَضْلاً عَنْهُمُ،

لَمْ تَبكِ إلاّ بالدّمَاءِ

يا عَتبَ ! إنّكِ لَوْ شَهِدْ

تِ عليّ وَلْوَلَةَ النّسَاءِ

وَمُوَجَّهاً مُسْتَرْسلاً

بَينَ الأحِبّةِ للقَضاءِ

لَجَزَيتنِي غَيرَ الّذِي

قَد كانَ منكِ من الجَزَاءِ

أفَمَا شَبِعتِ، وَلا رَوِي

تِ منَ القَطيعَةِ وَالجَفَاءِ

لِمْ تَبخَلِينَ عَلى فَتىً

مَحضِ المَوَدّةِ وَالصّفَاءِ ؟

وفيها أبيات اختصرتها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي