أسود وسوداء
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قالا: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا أبو الفضل قاسم بن سليمان الإيادي عن عبد الرحمن بن عبد الله قال:أخبرني مخبر أنه رأى أسود ببئر ميمون وهو يمتح من بئر، ويهمس بشيء لم أدر ما هو، فدنوت منه، فإذا بعضه بالعربية وبعضه بالزنجية، ثم تبينت ما قال، فإذا هو:
ألا يا لا ئِمي في خُبّ رِئمٍ،
أفِقْ عن بعض لومك لا اهتديتا
أتأمرني بهجرَةِ بعضِ نَفسِي ؟
مَعاذَ اللهِ أفعَلُ مَا اشتَهيتَا
أُحِبُّ لحُبّها تَثْليمَ طُرّاً،
وَتَكَعةَ وَالمَشكَّ وَعينَ زَيتَا
فقلت: ما هذه ؟ قال: رباع كانت لنا بالحبشة كنا نألفها.قال قلت: أحسبك عاشقاً.قال: نعم ! قلت: لمن ؟ قال: لمن إن وقفت رأيته.فما لبثنا ساعة أن جاءت سوداء على كتفها جرة، فضرب بيده عليها، وقال: ها هي هذه.قال: قلت له: ما مقامك ههنا ؟ قال: اشتريت، فأوقفت على هذا القبر أرشه، فأنا أبرد من فوق، وربك يسخن من أسفل.