أفِقْ أو لا تُفِق
ولي من ابتداء قصيدة:
أفِقْ من غَرَامِكَ، أوْ لا تُفِقْ،
فَإنّ الخَليطَ غَداً مُنطَلِقْ
وَاطفئْ بدَمعكَ نَارَ الحَشَا،
إنِ اسَطعتَ، أوْ خَلِّهَا تَحترِقْ
وَخُذْ عَن أَخيكَ حَديثَ الهَوَى،
فَقد ذاقَ مِنهُ الذِي لم تَذُقْ
وَإنْ كُنتَ تُنكِرُ فِعْلَ الغَرَا
مِ بالعاشِقينَ، فَسَلْ مَن عَشِقْ
وَقَائِلَةٍ، وَغُرَابُ النّوَى
بفُرْقَةِ مَا بَينَنَا قَدْ نَعَقْ:
تَزَوّدْ، وَلَوْ قُبلَةً، قَبلَ أنْ
يَنُمّ بِنَا دَمعُكَ المُنهرِقْ
وَخُذ أهبَةَ البَينِ قَبلَ الفِرَاقِ،
فرَهنُكَ في حَيّنا قَد غَلِقْ
وَسَارُوا، وَقَد حَصَرُوا بَاخِلِي
نَ عَلى الجَفنِ بَعدَهُمْ يَنطَبِقْ
فَمَا ضَرّ حَادِيَهُمْ، لا سَقَاهُ
عَلى ظَمَإٍ عارِضٌ، لَوْ رَفِقْ
وَقَدْ كنتُ أقنَعُ مِن وَصلِهِمْ،
بطَيفِ الخَيَالِ، إذا مَا طَرَقْ
وَإنْ كانَ في ضَحِكِ العَارِضَي
نِ بالشّيبِ لي زَاجِرٌ لا يَعُقْ