مصارع العشاق/إبراهيم بن المهدي وجارية عمته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إبراهيم بن المهدي وجارية عمته

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي بقراءتي عليه في المسجد الحرام بين باب بني شيبة وباب النبي تجاه الكعبة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن لآل الهمذاني، أخبرنا أحمد بن حرب الجيلي عن بعض مشايخه قال:اختفي إبراهيم بن المهدي زمن المأمون عند بنت عصمة بنت أبي جعفر عند هربه من المأمون لشدة طلبه له، وكانت تكرمه غاية الكرامة، وتلطفه بالطرائف، وتتفقده في أوقاته، ووكلت به جاريةً يقال لها ملك، وكانت قد أدبتها، وأنفقت عليها الأموال، وكانت مغنيةً حاذقة، راويةً للأشعار، بارعة الجمال، حسنة القد، عاقلة ؛ وقد كانت طلبت منها بخمسين ومائة ألف درهم ؛ فكانت تلي خدمة إبراهيم، وتقوم على رأسه، وتتفقد أموره، فهويها، وكره أن يطلبها من عمته، وأن يفجعها بها، وتذمم من ذلك، فلما اشتد وجده بها، وغلب حبها عليه، وسكر فهيجه السكر أيضاً، أخذ عوداً وغنى بشعر له فيها، وهي واقفة على رأسه والغناء له:

يا غَزَالاً لي إلَيْهِ

شَافِعٌ مِنْ مُقْلَتَيهِ

وَالّذي أجلَلتُ خَدّي

هِ، فَقَبّلتُ يَدَيه

بأبي وَجْهَكَ مَا أكْ

ثَرَ حُسّادِي عَلَيْهِ

أنَا ضَيْفٌ، وَجَزَاءُ الضَّ

يفِ إحسَانٌ إلَيْهِ

فسمعت الجارية الشعر، وفطنت لمعناه لرقتها وظرفها، وكانت مولاتها تسألها عن حالها وحاله في كل يوم، فأخبرتها في ذلك اليوم بما في قلبه منها، وبما سمعت منه من الشعر والغناء، فقالت لها مولاتها: اذهبي فقد وهبتك له ! فعادت إليه، فلما رآها أعاد الصوت، فأكبت عليه الجارية فقبلت رأسه، فقال لها: كفى ! فقالت: قد وهبتني مولاتي لك، وأنا الرسول، فقال: أما الآن فنعم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي