البيت يعرفهن لو يتكلم
وبإسناده: أنشدني أبي وأبو الحسن بن البر لعمر بن بي ربيعة:
لَبِثُوا ثَلاثَ مِنى بمَنزِلِ قَلعَةٍ،
فَهُمُ على عِرْضٍ، لعَمرُكَ ما همُ
مُتَجاوِرِينَ بغَيرِ دَارِ إقَامَةٍ،
لَوْ قد أجَدّ تَرَحّلٌ لَم يَندَمُوا
وَلَهُنّ بالبَيتِ العَتيقِ لُبَانَةٌ،
وَالبَيتُ يَعرِفُهُنّ لَوْ يَتَكَلّمُ
لَوْ كانَ حَيّاً قَبلَهُنّ ظَعَائِناً،
حَيّا الحَطيمُ وُجوهَهُنّ وزَمزَمُ
لَكِنّهُ مِمّا يُطِيفُ بِرُكْنِهِ،
مِنهنّ، صَمّاءُ الصّدى مُستَعجِمُ
وكأنهّنّ، وَقد صَدَرْنَ عَشِيّةً،
دُرٌّ بأكنَافِ الحَطيمِ مُنّظَّمُ