مصارع العشاق/الجنة لمن عشق وعف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الجنة لمن عشق وعف

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بدمشق قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن أيوب القمي إملاء قال: حدثنا أبو عبيد الله المرزباني وأبو عمرو بن حيويه وأبو بكر بن شاذان قالوا: حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي الملقب بنفطويه قال:دخلت على محمد بن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: كيف تجدك ؟ فقال: حبُّ من تعلم أورثني ما ترى. فقلت: ما منعك عن الاستمتاع به مع القدرة عليه ؟فقال: الاستمتاع على وجهين، أحدهما النظر المباح، والثاني اللذة المحظورة، فأما النظر المباح فأورثني ما ترى، وأما اللذة المحظورة فإنه منعني منها ما حدثني أبي قال:حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة، ثم أنشدنا لنفسه:

انظُرْ إلى السّحرِ يجري في لَوَاحظِه،

وانظر إلى دَعَجٍ في طرفِهِ الساجي.

وانظر إلى شَعَراتٍ فوقَ عارِضِه

كأنّهُنّ نِمالٌ دَبّ في عاجِ.

وأنشدنا لنفسه:

ما لَهُم أنكرُوا سواداً بخدّي

ه، ولا يُنْكِرُونَ وَرْدَ الغُصُونِ.

إنْ يَكُنْ عَيْبُ خدّه بُدَدَ الشَّعْ

رِ، فَعَيْبُ العيونِ شعرُ الجُفونِ.

فقلت له: نفيت القياس في الفقه، وأثبته في الشعر.فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعتا إليه. قال: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي