مصارع العشاق/الرشيد وجارية زلزل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الرشيد وجارية زلزل

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه قال حدثنا أبو عمر بن حيويه الخزاز قال حدثنا محمد المفضل قال حدثني إسحاق بن إبراهيم المصلي عن أبيه قال لي زلزل وكان اسمه منصور عندي جارية من صالحها ومن صفتها قد علمتني الغناء فكنت اشتهي أن أرها فاستحي أساله فلما توفي زلزل بلغني أن ورثته يعرضون الجارية، فصرت إليهم فأخرجوها، فإذا جارية كاد الغزال أن يكونها لولا ما تم منها ونقص منه، قال: قلت لها: غني صوتاً ! فجيء بالعود فوضع في حجرها، فاندفعت تغني وتقول، وعيناها تذرفان:

أقفَرَ من أوْتارِه العُودُ

فالعُودُ للإقفارِ معمودُ.

وَأوْحشَ المِزْمارُ من صَوْته

فمَا لَه بعدَكَ تَغريدُ.

مَن للمزاميرِ وَسُمّاعِهَا

وعامِرُ اللّذاتِ مَفقُودُ.

والخَمرُ تبكي في أبارِيقِهَا

والقَينةُ الخَمصانَةُ الرُّودُ.

ثم شهقت شهقة ظننت أن نفسها قد خرجت، فركبت من ساعتي، فدخلت على أمير المؤمنين فأخبرته بخبر الجارية، وما سمعت منها، فأمر بإحضارها، فلما دخلت عليه قال لها: عني الصوت الذي غنيت به إبراهيم ! فغنت وجعلت تريد البكى فيمنعها إجلال أمير المؤمنين، فرحمها وأعجب بها، فقال: أتحبين أن أشتريك ؟ فقالت: يا سيدي أما إذ خيرتني فقد وجب نصحك علي، والله لا يشتريني أحد بعد زلزلٍ فينتفع بي.فقال: يا إبراهيم ! أتعلم بالعراق جاريةً جمعت ما جمعت هذه ؟ إن وجدت فاشترها بشطر ما لي ! فقلت: لا والله يا أمير المؤمنين ولا على وجه الأرض فأمر بشرائها وأعتقها وأجرى عليها رزقاً.

اطلبوا نفسي

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق بقراءتي عليه قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن أحمد بن محمد بن المكتفي بالله قال:أنشدنا جحظة لنفسه:

ويح نفسي عهدي بها في التراقي،

قبلَ يوْمِ الفِراقِ، عند الفِرَاقِ.

اطلبوها في حيثُ كنّا اعتَنَقْنَا،

هلَكت في اشتغالِنا بالعِنَاقِ.

وجهك أظرف

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد اللبان الرازي قال: حدثنا أبو محمد بيان بن يزداد القمي إجازة قال: أنشدني أحمد بن محمد القمي المؤدب:

يَرَاكَ الفُؤادُ بعينِ الهَوَى،

وَعينُ المَحَبّةِ لا تُخلِفُ.

إذا غِبْتَ عن ناظرِ المُقلَتَيْ

نِ فقلبي يراك وما يَطرِفُ.

تمكّنَ في القلبِ من حبّكم

عيونٌ من الحبّ ما تَنْزَفُ.

فمَن يكُ من حبّه سالياً،

فإنّيَ من حبّكم مُدْنَفُ.

كلامٌ رَخيمٌ وَدلٌّ مليحٌ،

وَوَجهُك من كلِّ ذا أظرْفُ.

العيون الدعج

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الشروطي قال: أخبرنا علي بن أيوب القمي قال: حدثنا محمد بن عمران قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن هارون الاشنانداني قال: أخبرني التوزي قال:سمعت أبا عبيدة يقول: قال رجل من بني فزارة لرجل من عذرة: تعدون موتكم من الحب مزية، أي فضيلةً، وإنما ذلك من ضعف البنية، ووهن العقيدة، وضيق الروية.فقال العذري: أما لو أنكم رأيتم المحاجر البلج ترشق بالأعين الدعج من فوقها الحواجب الزج، والشفاه السمر تفتر عن الثنايا الغر، كأنها سرد الدر، لجعلتموها اللات والعزى، ودفعتم الإسلام وراء ظهوركم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي