مصارع العشاق/الصوفي وغلامه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الصوفي وغلامه

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال بمصر قال: أخبرنا أبو صالح محمد بن عدي السمرقندي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن القاسم بن أليسع قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو الدينوري قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي الخياط قال:قال أبو حمزة الصوفي:رأيت مع أحمد بن علي الصوفي ببيت المقدس غلاماً جميلاً، فقلتك مذ كم صحبك هذا الغلام ؟ فقال: منذ سنين، فقلت: لو صرتما إلى بعض المنازل فكنتما فيه بحيث لا يراكما الناس كان أجمل بكما من الجلوس في المساجد والحديث فيها.فقال: أخاف احتيال الشيطان علي فيه في وقت خلوتي به، وإني لأكره أن يراني الله معه على معصية فيفرق بيني وبينه يوم يظفر المحبون بأحبابهم.

يكره الخلو بالغلام

أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت بالشام قال: حدثنا ابن أيوب القمي قال: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو أسامة قال:كنا عند شيخ يقرئ، فبقي عنده غلام يقرأ عليه، وأردت القيام فأخذ بثوبي وقال: اصبر حتى يفرغ هذا الغلام، وكره أن يخلو هو والغلام.

على طريقة ابن مدرك الشيباني

أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال:كنت في الحداثة أنشأت كلمةً مسمطة على نحو قصيدة مدرك الشيباني في عمرو النصراني، فكان مما ذكرته في كلمتي هذه عند صفة عين إنسان ونسيت الكلمة به:

سُقْمٌ أوَى أحسنَ عينٍ تَطرَفُ

تَقوَى به وللقُلوبِ تُضْعِفُ.

كاسم في الأفعى بفي من يحصِفُ،

يحيا به، وللنفوس يُتلِفُ.

ثم قلت:

دواءُ مَن أقصَدَه بسَهمِهِ

تَكرَارُه نحوَ مَرَامي سَهمِهِ.

كالأُفْعُوَان يُشتَفى من سمّه

بشرْبِ دِرْياق كَريهِ لَحمِه.

قال المعافى بن زكيرا ولنا أيضاً في كلمة:

وسقاني بسُقمِ مُقلةِ ظبيٍ

قدّ قلبي منه بأحسنِ قدِّ.

سُقمُها لي شفاءُ دائي، إذا جا

دتْ وداءٌ إذا تصَدَّتْ لصَدّ.

وأنا أستغفر الله تعالى من مساكنة ما يشغل عن عبادته، ومما يضارع ما وصفنا في هذا الفضل من وجه قول ابن الرومي:

عَيني لِعَينِك حينَ تُبصِرُ مَقتَلُ

لكِنّ عينَك سَهمُ حتَفٍ مُرْسَلُ.

ومن العَجائِبِ أنّ مَعنىً واحداً

هوَ منك سَهمٌ، وهوَ مني مَقتَلُ.

عناية الله بخائفيه

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثناعبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: أخبرني أحمد بن جرب قال:حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله البلخي:أن شاباً كان في بني إسرائيل لم ير شابٌ قط أحسن منه، قال: وكان يبيع القفاف، قال: فبينا هو ذات يومٍ يطوف بقفافه، إذ خرجت امرأة من دار ملك من ملوك بني إسرائيل، فلما راته رجعت مبادرة فقالت لابنة الملك: يا فلانة، إني رايت شاباً بالباب يبيع القفاف لم أر شاباً قط أحسن منه.قالت: أدخليه ! فخرجت إليه، فقالت: يا فتى ادخل نشتر منك ! فدخل، فأغلقت الباب دونه ثم قالت: ادخل، فدخل فأغلقت باباً آخر دونه. ثم استقبلته بنت الملك كاشفةً عن وجهها ونحرها، فقال لها: اشتر عافاك الله، فقالت: إنا لم ندعك لهذا، إنما دعوناك لكذا، تعني تراوده عن نفسه، فقال لها: اتقي الله ! قالت له: إنك إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت علي تكابرني على نفسي.قال: فأبى، ووعظها، فأبت، فقال: ضعوا لي وضوءاً ! فاقلت: أعلي تعلل ؟ يا جارية ! ضعي له وضوءاً فوق الجوسق، مكان لا يستطيع أن يفر منه، ومن الجوسق إلى الأرض أربعون ذراعاً. قال: فلما صار في أعلى الجوسق قال: اللهم إني دعيت إلى معصيتك وإني أختار أن أصبر نفسي، فألقيتها من هذا الجوسق، ولا أركب المعصية، ثم قال: بسم الله، وألقى نفسه من أعلى الجوسق فاهبط الله، عز وجل، ملكاً من الملائكة، فاخذ بضبعيه، فوقع قائماً على رجليه، فلما صار في الأرض قال: اللهم إنك إن شئت رزقتني رزقاً يغنيني عن بيع هذه القفاف.قال: فأرسل الله، عز وجل، إليه جراداً من ذهب، فأخذ منه حتى ملأ ثوبه، فلما صار في ثوبه قال: اللهم إن كان هذا رزقاً رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه، وإن كان ينقصني مما لي عندك في الآخرة فلا حاجة لي به.قال: فبنودي: إن هذا الذي أعطيناك جزء من خمسة وعشرين جزءاً لصبرك على إلقائك نفسك من هذا الجوسق، قال: فقال: اللهم لا حاجة لي في ما ينقصني مما لي عندك في الآخرة.قال: فرفع. ^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي