مصارع العشاق/العجوز وبنتها الجميلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

العجوز وبنتها الجميلة

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل، حدثنا علي أبو الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو أمية الغلابي، أخبرني محمد بن أفلح السدوسي، أخبرني سوادة بن الحسين قال:خرجت أنا وصاحب لي نبغي ضالةً لنا، فألجأنا الحر إلى أخبية، فدنونا من خباء منها، فإذا عجوز بفنائه، فسلمنا، فردت السلام، ثم جلسنا نتناشد الأشعار.فقالت العجوز: هل فيكم من يروي لذي الرمة شيئاً ؟ قلنا: نعم ! قالت: قاتله الله حيث يقول:

وَما زَالَ يَنمي حبُّ مَيّةَ عِندنَا

وَيَزْدادُ حتى لم نَجِدْ مَا يَزِيدُها

ثم ولت، واطلعت علينا من الخباء بهكنة كأنها شقة قمر، فقالت: إنها والله ما قالت شيئاً وإن أشعر منه الذي يقول:

وَرَخْصَةِ الأطرَافِ مَمكُورَةٍ

تَحسَبُها مِنْ حُسنِها لُؤلُؤهْ

كَأنّهَا بَيْضَةُ أُدْحِيّةٍ،

أرْخَى عَلَيها هِقْلُها جُؤْجُؤْهْ

قال: فأقبلت على صاحبي متعحباً من حالها، فقالت: مم تعجب ؟ فقلت: من جمالك.قالت: فوالله لو رأيت بنيةً لي رأيت ما لم يخطر على قلبك من حسن امرأة.قلت: فأرينيها ! قالت: إنه يقبح ذلك.قلت: إنما نريد أن نستتم الحديث، ولعلنا أن لا نلتقي أبداً. قال: فأشارت إلى جانب الخباء، فسفرت منه جارية كأنها الشمس، فبهتنا ننظر إليها ثم أسبلت الستر، فكان آخر العهد بها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي