مصارع العشاق/العشق شغل قلب فارغ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

العشق شغل قلب فارغ

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أيوب القمي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزياني قال: أخبرني أحمد بن يحيى قال: حدثنا أبو العيناء قال: حدثنا ابن عائشة قال:قلت لطبيبٍ كان موصوفاً بالحذق: ما العشق ؟ قال: شغل قلب فارغ. وأنشد لبعضهم:

وَقَائِلَةٍ جَدِّد لِعَيْنَيكَ نَظرَةً

تُسَكّنُ ما بالقَلبِ مِن ألمِ الوَجدِ.

فقلتُ لها: يَكفِيكِ ما بي مِن الهَوَى

تُريدينَ أن أزْدادَ جُهداً على جُهدِ.

يتهدد بالهجر

أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدنا طلحة الشاهد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح قال:أنشدني إسحاق بن عمار لسلم الخاسر:

وّلمّا رّأَى شَوْقي إلَيه وَحَسرَتي

علَيه وأني لستُ أقوَى عَلى الهَجرِ.

تَهَدّدَني بالهَجرِ حتى كَأنّمَا

رَآني مُدِلاً بالعَزَاءِ وبالصّبْرِ.

لا جسم ولا قلب

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بدمشق قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حيويه بن ابرك الهمذاني بها قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي التميمي قال: حدثنا أحمد بن علي الناقد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير قال: قال أبو بكر محمد بن فرخان:لقيت غورك المجنون، وفي عنقه حبل قصير، والصبيان يقودونه، فقال لي: يا أبا بكر ! بم يعذب الله أهل جهنم ؟ قلت: بأشد العذاب.قال: صف لي، قلت: ومن يصف عذاب رب العالمين ؟ قال: أنا في أشد من عذابه، ثم رفع ثوبه جسده، فإذا هو ناحل الجسم دقيق العظم فقال لي:

انْظُرْ إلى مَا فَعَلَ الحبُّ،

لم يَبقَ لي جِسمٌ ولا قَلْبُ.

أنحَلَ جِسْمي حبُّ مَن لم يزَل

من شأنِها الهِجَرانُ والعَتْبُ.

ما كان أغنانيَ عن حبِّ مَن

مِن دُونِهَا الأسْتَارُ والحُجْبُ.

الحب أعظم من الجنون

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثنا زكريا بن موسى قال: حدثني شعيب بن السكن عن يونس النحوي قال:لما خولط قيس بن الملوح وزال عقله وامتنع من الأكل والشرب صارت أمه إلى ليلى فقالت لها: إن ابني جن من أجلك، وذهب حبك بعقله، وقد امتنع من الطعام والشراب، فإن رأيت أن تصيري معي إليه فلعله، إذا رآك، يسكن بعض ما يجد.فقالت لها: أما نهاراً فما يمكنني ذلك، وإن علم أهل الماء لم آمنهم على نفسي، ولكن سأصير إليه في الليل.فلما كان الليل صارت إليه، وهو مطرق يهذي، فقالت له: يا قيس ! إن أمك تزعم أنك جننت على رأسي، وأصابك ما أصابك ؟ قال: فرفع رأسه فنظر إليها وتنفس الصعداء، وأنشأ يقول:

قالَتْ جُنِنتَ على رأسي، فقلتُ لها:

الحُبّ أعظَمُ ممّا بِالمَجَانينِ.

الحُبُّ لَيسَ يُفِيقُ الدّهرَ صاحِبُهُ،

وإنّما يُصْرَعُ المَجْنُونُ في الحِينِ.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي