العود الصليب
أنبأنا الرئيس أبو علي بن وشاح الكاتب، أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا، حدثنا علي بن سليمان الأخفش، حدثنا محمد بن مريد قال: حدثت عن بعض أصحاب ابن عباس فقال:إني وابن عباس بفناء الكعبة، وهو في جماعة، فإذا بفتيان يحملون بينهم فتىً حتى وضعوه بين يدي ابن عباس، فقالوا: استشف له ! فكشفوا عنه، فإذا وجه حلو، وعود صليب، وجسم ناحل، فقال له: ما يؤلمك ؟ فقال:
بنَا من جَوَى الأحزَانِ وَالحبّ لَوْعَةٌ
تَكادُ لهَا نَفسُ الشّفيقِ صَلِيبُ
وَلَكِنّما أبْقَى حُشَاشَةَ مَا تَرَى
عَلى ما تَرَى عُودٌ هُناكَ صَلِيبُ
فقال ابن عباس: أرأيتم وجهاً أعتق أو عوداً أصلب أو منطقاً أفصح من هذا ؟ قتيل الحب، لا عقل ولا قود ! فما سمعنا ابن عباس دعا بشيء إلى أن أمسى إلا بالعافية مما أصاب الفتى.