مصارع العشاق/الغلام وجارية المهدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الغلام وجارية المهدي

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر بقراءتي عليه قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن بن محمد المكتفي بالله قال: حدثنا جحظة قال: حدثني ابن أخت الحاركي:أن خادماً ممن خدم أباه جاءه يخبره أن عند جاريةٍ في بعض قصوره رجلاً، فلبس حلةً وسار إلى إلى القصر، فألفى عندها غلاماً شاباً، له ذؤابتان، كأنه قضيب فضة، فسأله عن دخوله وكيف كان، وما شأنه.فقال: إن هذه الجارية كانت لوالدتي، وكان بيني وبينها ألفة، فلما بيعت لأمير المؤمنين، صرت إلى الباب متعرضاً لها، فأذنت في الدخول، فدخلت على أحد أمرين: إما أن أظفر بما أريد أو أقتل فأستريح. فأمر المهدي بإحضار سياط، ونصبه بينها، ثم ضربه عشرين سوطاً، ورفع عنه الضرب وقال: ما أصنع بتعذيبك، ولست بتاركك حياً، ولا تاركها، يا غلام، سيف ونطع ! فلما أتي بذلك، وأجلس الغلام في النطع قال: يا أمير المؤمنين ! قبل أن ينزل بي القتل، وهو دون حقي، اسمع مني ما أقول ! قال: هات، فأنشأ يقول:

ولَقد ذكرْتُكِ والسّياطُ تنوشُني

عندَ الإمامِ وساعدي مَغلُولُ.

وَلَقَد ذكرْتُكِ والذي أنا عبدُه

والسيفُ بينَ ذُؤابتي مَسلُولُ.

فأطرق المهدي وتغرغرت عيناه بالدموع.ثم قال: يا غلام، ائتني بإزار ! فأتي به، فقال: الففهما به جميعاً، بعد أن تنزع ثيابهما، وأخرجهما عن قصري، ففعل ذلك.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي