مصارع العشاق/الفضل بن الربيع يهوى غلاماً

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الفضل بن الربيع يهوى غلاماً

وبالإسناد قال: أخبرنا الحسين بن القاسم قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر الوراق قال:أخبرني دوست الخراساني قال:اشترى خزام صاحب دواب المعتصم خادماً نظيفاً، وكان عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع يتعشقه، وقد نشب في ابتياعه، فسأله هبته له، أو بيعه منه، فلم يفعل، فصنع أبياتاً، وعمل فيها لحناً، واتصل خبرها بخزام، وخاف أن يتصل الخبر بالمعتصم فيأتي عليه، فوجه به إليه، وهذه هي الأبيات:

يوْمُ سبتٍ فَصَرِّفا لي المُدامَا

واسقِيَاني لَعَلّني أن أنامَا.

شَرّدَ النّوْمَ حُبُّ ظَبْيٍ غَريرٍ،

ما أُرَاهُ يَرَى الحَرَامَ حَرَاما.

اشتَرَاهُ فَتىً بِقَضْمَةِ يَوْمٍ

أصبَحتْ غِبَّهُ الدوابُّ صُياما.

دمعة هطلت في ساعة البين

وبالإسناد أيضاً قال: أخبرنا الحسين بن القاسم قال: حدثني محمد بن عجلان قال:أخبرني ابن السكيت أن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية شاعرة، فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:

دَمعَةٌ كاللَؤلؤ الرّط

بِ على الخدّ الأسيلِ.

هَطَلتْ في ساعةِ البَيْ

نِ من الطرفِ الكَحيلِ.

ثم قال لها: أجيزي، فقالت:

حِينَ هَمّ القَمَرُ الزّاهِرُ عَنّا بالأفولِ.

إنّما يفتضحُ العشّاقُ في يَوْمِ الرّحِيلَ.

حنّ شوقاً وأنَّ

ولي من نسيب قصيدة:

وأخي لَوْعةٍ لَقِيتُ فَما زا

لَ بِماءِ الجُفونِ يُبكي الجَفنَا.

يَشتَكي وجدَهُ إليّ وأشكُو

ما يقاسي قَلبي المشوقُ المعنّى.

ثُمّ لمّا كفّت دموعُ مآقي

هِ ومني، وَحَنّ شَوْقاً وَأنّا:

قد أفَاقَ العُشّاقُ من سكرَةِ البَيْ

نِ جَميعاً، فما لنَا ما أفَقنَا ؟

قُلتُ: جارَ الهوَى عَلَينَا، فلوْ كنّ

ا غَداةَ الفِرَاقِ مُتنَا استرَحنَا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي