مصارع العشاق/المجنون في مكة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المجنون في مكة

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف قال: قال أبو عمرو الشيباني:لما ظهر من المجنون ما ظهر ورأى قومه ما ابتلي به، اجتمعوا إلى أبيه وقالوا: يا هذا ! قد ترى ما ابتلي به ابنك، فلو خرجت به إلى مكة فعاذ ببيت الله الحرام، وزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا الله تعالى، رجونا أن يرجع عقله، ويعافيه الله، فخرج أبوه حتى أتى به مكة، فجعل يطوف به ويدعو الله، عز وجل، له بالعافية.وهو يقول:

دَعا المُحرِمونَ اللهَ يَستَغفِرُونَهُ،

بمَكّةَ، وَهناً، أن تُمَحَّى ذنوبُها

وَنَاديْتُ أنْ يا رَبِّ أوّلُ سُؤلَتي

لِنَفسِيَ لَيلى ثمّ أنتَ حَسِيبُهَا

فإنْ أُعطَ لَيلى في حيَاتي لا يَتُب

إلى الله خَلقٌ تَوْبَةً لا أتوبُهَا

حتى إذا كان بمنىً نادى مناد من بعض تلك الخيام: يا ليلى، فخر قيس مغشياً عليه، واجتمع الناس حوله، ونضحوا على وجهه الماء، وأبوه يبكي عند رأسه، ثم أفاق وهو يقول:

وَداعٍ دَعا، إذْ نحنُ بالخَيفِ من منىً،

فَهَيّجَ أشوَاقَ الفُؤادِ وَلَمْ يّدْرِ

دَعَا باسْمِ لَيلى غَيرِها، فَكَأنّمَا

أطَارَ بلَيلى طائراً كانَ في صَدرِي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي