مصارع العشاق/المعتصم والمأمون والغلام التركي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المعتصم والمأمون والغلام التركي

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي المحتسب، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران، أخبرني محمد بن يحيى الصولي، حدثني محمد بن يحيى بن أبي عباد، حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال:دعا المعتصم بالله المأمون، فأجلسه في مجلس في سقفه جامات، فوقع ضوء بعض الجامات على وجه سيماء التركي، غلام المعتصم، وكان أوجد الناس به ولم يكن في عصره مثله، فصاح المأمون: يا أحمد بن محمد اليزيدي، وكان حاضراً، انظر إلى ضوء الشمس على وجه سيماء، أرأيت أحسن من هذا قط ؟ وقد قلت:

قد طَلَعَتْ شمسٌ على شَمسِ،

وَزَالَتِ الوَحْشَةُ بالأنْسِ

أجز، فقال:

قَدْ كُنتُ أقلَى الشمسَ في ما مَضَى،

فَصرْتُ أشْتاقُ إلى الشّمسِ

وفطن المعتصم، فعض شفته على أحمد.فقال أحمد للمأمون: والله، لئن يعلم أمير المؤمنين لأقعن معه في ما أكره.فدعاه، فأخبره الخبر، وأنشده الشعر، فضحك المعتصم، وقال: كثر الله في غلمان أمير المؤمنين مثله.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي