الواثق وشعر الدارمي
وبإسناده قال: أخبرنا المعافى قال: حدثنا عبد الله بن منصور الحارثي قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثني الفضل ابن بنت أبي الهذيل قال:كنت مع جدي عند الواثق قبل أن يلي الخلافة، فتذاكروا الشعراء إلى أنشده أبو الهذيل:
برَزْنَ، فلا ذو اللُّبِّ وفَرْنَ عَقْلُهُ
عليه، ولم يُفصِحْ بِهِنّ مُريبُ.
يقول: استوى الناس في النظر إليهن.فقال: يا أبا الهذيل، شعر وقع إلي لا ادري لمن هو، يقول فيه:
مَا مَرّ في صَحْنِ قصرِ أوْسٍ،
إلاّ تَسَجّى لَهُ قَتِيلُ.
فإنْ يَقِفْ، فَالعُيونُ نُصْبٌ،
وإن تَوَلّى، فهَنُ ّحُولُ.
ما سمعت في هذا المعنى بأجود منه.فقال له: أصلح الله الأمير، هذا الشعر لرجلٍ بالبصرة يكنى بأبي حيان الدارمي، عمارة بن حيان، فقال: يحمل إلينا، فورد الكتاب وقد مات.