مصارع العشاق/جفون وجفون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

جفون وجفون

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أيوب القمي قال: انشدنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قال: أنشدني محمد بن أحمد الكاتب قال:أنشدني محمد بن موسى البربري:

يا جُفوناً سَوَاهِراً أعْدَمَتُها

لَذّةَ النوْم والرّقادِ جُفُونُ.

إنّ للهِ في العِبادِ مَنَايا

سَلّطَتها على القُلوبِ العُيُونُ.

القاتلات الضعائف

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني إجازة قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه عن أبي عمرو بن العلاء قال:لقيت أعرابياً بمكة، فاستنطقته فوجدته ظريفاً، فاستنسبته، فأخبر له أنه عذري.فقلت: إنكم لقبيلة قد ضشاع عنكم في العرب ما شاع من رقة القلوب وصدق المقة مع العفاف، وتجنب المآثم، فهل صحبت شبيبتك بشيء من ذلك ؟ فقال: والله لقد كنت أصحب الشباب بالتصابي، وأتحدث إلى العقائل.فقلت: فهل قلت في ذلك شيئاً ؟ فأنشدني:

تَتَبّعنَ مرْمى الوَحشِ حتى رَمَينَنا

من النَّبلِ لا بالطائشاتِ الخَواطِفِ.

يَقتُلنَ الرّجالَ بِلا دمٍ،

فَيَا عَجبَا للقاتِلاتِ الضّعائِفِ.

وللعَينِ مَلهىً في التّلادِ وَلمْ يَقُدْ

هوَى النفسِ شيء كاقتِياد الطّرَائِفِ.

الزوجة الفارك

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري إجازة قال: حدثنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني عبد الله بن المهاجر قال: حدثني محمد بن يزيد قال:تزوج رجل امرأةً من أهل الكوفة، وكانت ذات جمال وظرف، فكانت تجيء وتذهب وتتمثل بهذا البيت:

سَتَندَمُ حينَ تَفقدِنُي

وَتَطُلبُني فَلا تَجِدُ.

قال: فكان الزوج يتطير من قولها: ويقول: تعدني بالذهاب، قال: وكان لها محباً، قال: فأصبح ذات يوم يطلبها، فمل يقدر عليها حتى الساعة.

لابسة السواد

حدث أبو عمر محمد بن العباس قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف قال: حدثني أبو صالح الأزدي قال: حدثني محمد بن الحسين قال: أخبرني محمد بن سماعة القرشي قال:آخر من مات من العشق علي بن أديم مولى الجعفي، وكان خرازاً، مر بكتاب بالكوفة في بني عبس، فرأى جاريةً يقال لها منهلة، فعشقها، وكان رآها في سواد، فقال:

إني لِما يَعتَادني

من حبّ لابسَةِ السوادِ.

في فِتنَةٍ وَبَليّةٍ

ما إن يُطيقها فُؤادي.

فَبَقِيتُ لا دُنْيا أنا

لُ وَفاتني طَلَبُ المَعادِ.

قال: وأصابه عليها شبيه الجنون، فجمع أبوه التجار، فتحمل بهم على العبسية مولاة الجارية، وأعطاها مالاً كثيراً، فأبت، فخرج الفتى إلى أم جعفر، فكتب إليها قصةً يخبرها فيها بخبره وحاله، فأمرت أن تشترى له، فبينا هو يتنحز ذلك إذ خرجت جارية من القصر فقالت: أين هذا العاشق ؟ فأومأ لها إليه، فقالت: أنت عاشق وبينك وبين من تحب الجسور والمفوز والقناطر، ولا تدري ما يكون ؟ قال: صدقت، وقام من مجلسه مبادراً، فاكترى بغلاً، فمات يوم دخوله الكوفة.

ما لليالي وما لي

أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الشويح الأموي الفقيه بمصر لنفسه:

ما لليالي وما لي

يَطلُبنَ روحي وما لي.

قد جِئنَني بخَلوبٍ

لم تمضِ يوْماً ببالي.

لمّا عَرَقنَ عِظامي

سألنَني كيفَ حالي.

فقلتُ قوْلاً وجيزاً:

الحالُ مني بحالي.

يا جارة الحي

ولي من ابتداء قصيدةٍ نظمتها بالشام في بني أبي عقيل، رحمهم الله:

ألا هل لمَن أضْنَاهُ حبّكِ إفرَاقُ

وهل للديغِ البَينِ عندكِ دِرْياقُ.

وَهَل لأسيرٍ سامَه قتلَ نفسِه

هوَاكِ، وقدْ زُمّتْ ركابُكِ، إطلاقُ.

أيا جارة الحي الذين ترحلوا،

فللعيس وخد بالحمول وإعناق.

ألمّا تخافي الله في قَتلِ عاشِقٍ

هجَرْتِه حتى في الكرَى وهو مُشتاقُ.

فقالتْ، وَرَوْعاتُ النّوَى تَستَحِثّهَا

ودَمعُ مآقِيها على النّحرِ مِهْرَاقُ:

هوَ البَينُ فالبس جُنّةَ الصّبرِ، أوْ فمُتْ

بِداءِ الهوَى، قد ماتَ قَبلَكَ عُشّاقُ.

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي