حب السودان
أخبرنا القاضيان أبو الحسين أحمد بن علي التوزي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قالا: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان، حدثني القحطبي، أخبرني بعض الرواة قال:بينا أنا يوماً على ركي قاعد، وذلك في أشد ما يكون من الحر، إذا أنا بجارية سوداء تحمل جرة لها، فلما وصلت إلى الركي وضعت جرتها، ثم تنفست الصعداء وقالت:
حَرُّ هَجرٍ وَحَرُّ حُبٍّ وَحَرُّ،
أينَ مِن ذا وَذا يكُونُ المَفَرُّ ؟
وفي رواية أخرى: أي حر من بعد هذا أضر ؟ وملأت الجرة، وانصرفت، فلم ألبث إلا يسيراً، حتى جاء أسود، ومعه جرة، فوضعها بحيث وضعت السوداء جرتها، فمر به كلب أسود فرمى إليه رغيفاً كان معه، وقال:
أُحِبُّ لحُبّها السُّودَانَ حَتّى
أُحِبُّ لحُبّها سُودّ الكِلابِ