مصارع العشاق/حياة الكلام وموت النظر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حياة الكلام وموت النظر

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق، حدثنا محمد بن أحمد بن فارس، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدثنا محمد بن خلف، حدثني أحمد بن طيفور، حدثنا عبد الله بن أحمد، أخبرني أبو أحمد الغساني عن أعرابي من عذرة يكنى أبا المعرج قال:نزل أعرابي من بني أسد بأعرابية من طي في يوم صائف، فأتته بقرىً حاضر وماء بارد، فنظر إليها، ففتنته بنظرها من وراء البرقع، فراودها عن نفسها، فقالت: يا هذا ! أما يقذعك الإسلام والكرم ؟ كل وقل، وإن أردت غير ذلك فارتحل، فأنشأ الأسدي يقول:

تَقولُ لي عمرَةُ قوْلَ المُبتَعِلْ:

للضّيفِ حَقّ يا فتَى فكُلْ وَقِلْ

فعِندنَا ما شِئتَ من بَرْدٍ وَظِلٍّ،

أمّا الذي تَطلبُهُ، فَلا يَحِلْ

يَمنَعُ مِنهُ الدِّينُ وَالعِرْقُ الأصُلْ

قال: وعلقها، فقال: فزوجيني نفسك.فقالت: شأنك وأوليائي فأتاهم، فخاف أن لا يزوجوه للعداوة التي بينهم، فانتسب عذرياً، فزوجوه، فأقام معها زماناً ثم علم به أهلها، فقالوا: يا هذا والله إنك لكفؤ كريم، ولكنا نكره أن تنكح منا وأنت حربنا، فخل عن صاحبتنا، وقد كان تزايد وجده بها لما رأى من موافقتها وحسنها، وكانت تهالكه عند الجماع، فطلقها وقال:

أحِبّكِ يا عمَرَ حُبّ المُسِرّ،

لِطُولِ الحَياةِ وَأمنِ الغِيَرْ

وَيُعجِبُني مِنكِ عِندَ الجِما

عِ حياةُ الكلامِ وَموْتُ النّظرْ

وَهَجرُكِ يَرْمِينَ بالمُنكرَاتِ

أغالِيظَ ذو السَّكَرِ المُبتَهِرْ

وَذو أشَرٍ بَارِدٍ طَعمُهُ،

وَرَابي المَجَسّةِ سُخنِ القَعَرْ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي