مصارع العشاق/خشوع المذنب المتنصل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

خشوع المذنب المتنصل

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف الواعظ بقراءتي عليه، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، حدثنا جعفر بن محمد الصوفي، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا القاسم بن الحسن، حدثنا محمد بن سلام، حدثنا خلاد بن يزيد الأرقط، حدثني مغلس بن بكر الأسدي قال:كان في بني أسد شاب لا يكاد يكلم أحداً كأنه معتوه، فسمعته ينشد أبياتاً، فعلمت أنه مشغول عن كلام الناس ببثه، فسمعته يقول:

وَصَلتُ، فلمّا أرَ الوَصْلَ نافعي،

وَقَرَّبتُ قُرْباناً، فلمُ يُتَقَبَّلِ

وَعَذّبتُ قلبي بالتجَلَّدِ صَابياً

إليكِ، وَإن لم يَصْفُ عندك مَنهَلي

وَلمّا نَقَلتُ الدَّمعَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ

إلى ساحَةِ من خَدِّ حَرّانَ مُعوِلِ

وَأظلَمَتِ الدّنيَا عليَّ برَحبِها،

وقَلقَلَني الهِجرَانُ كلَّ مُقَلقَلِ

عَتبتُ على نَفسِي وَأقلَعتُ تائِباً،

إليكِ، خشوعَ المُذنِبِ المُتَنَصّلِ

فمَا زَادَني إلاّ صُدُوداً وَهِجرَةً

وَقد كنتُ عن دارِ الهَوَانِ بمعزَلِ

فَوَاللهِ ما أدرِي، فأشكُرُ عَامِداً

لآخرَ، مَا أوْلَيتني أوْ لأوَّلِ

فدنوت منه، ورفقت به، وسألته أن يخبرني بقصته، فأبى، وقال: إليك عني، اشتغل بنفسك، فإن لك فيها شغلاً، ولم يعلم أحداً حاله حتى قضى.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي