مصارع العشاق/ذو الرمة وميّ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ذو الرمة وميّ

أخبرنا أبو طالب محمد بن علي البيضاوي بقراءتي عليه من أصل أبي بكر بن شاذان، وفيه سماعه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: قرأ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه. قال ذو الرمة:

عَدَتني العوَادي عنكِ يا ميُّ بُرْهَةً

وقد يَلتَوي دونَ الحبِيبِ فيَهجُر.

عَلى أنّني في كُلّ سَيرٍ أسيرُهُ،

وفي نَظَري مِنْ نحوِ أرْضِكِ أصْدُرُ.

فَمَا تُحدِثُ الأيّامُ يا ميُّ بَينَنَا

فلا نأثُرَنْ سِرّاً ولا تَتَغَيّر.

اقرأ السلام

وأنشد نفطويه لآخر:

اقرَأ السّلامَ على مَن كنتَ تألفُه،

وقُل له: قد أذَقتَ القلبَ ما خَافَا.

فَما وجدتُ على إلفٍ فُجِعتُ بِهِ

وجدي علَيكَ، وَقَد فارَقْتُ أُلاّفا.

أيهما أصدق عشقاً

أنبأنا القاضي الإمام أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن عائشة قال: حدثني أبي قال: حدثني رجل من بني عامر بن لؤي ما رأيت بالحجاز أعلم منه:حدثني كثير أنه وقف على جماعة يفيضون فيه وفي جميل، وفي أيهما أصدق عشقاً، ولم يكونوا يعرفومه بوجهه، ففضلوا جميلاً في عشقه، فقلت لهم: ظلمتم كثيراً، كيف يكون جميل أصدق عشقاً من كثير، ولما أتاه عن بثينة بعض ما يكره قال:

رَمى الله في عينَي بُثَينَةَ بالقَذى،

وفي الغُرّ من أنيابها بالقوادِحِ.

والقوادح ما بنقبها ويعيبها، وكثير أتاه عن عزة ما يكره فقال:

هَنيئاً مَرِيئاً غَيرَ داءٍ مخامِرٍ

لعَزّةَ من أعرَاضِنا ما استَحلّتِ.

قال: فما انصرفوا إلا على تفضيلي.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي