مصارع العشاق/رابعة العدوية الصوفية ومنامها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

رابعة العدوية الصوفية ومنامها

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله القطيعي قال: حدثنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا محمد هو ابن الحسين قال: حدثني عصام بن عثمان الحلبي قال:حدثني مسمع بن عاصم قال:قالت لي رابعة العدوي: اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل، فمكثت أياماً أقرا جزئي، إذا ارتفع النهار، لما يذكر فيه أنه بعدل بقيام الليل.قالت: ثم رزقني الله، عز وجل، العافية فاعتادني فترة في عقب العلة، وكنت قد سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار، فانقطع عني قيام الليل.قالت: فبينا أنا ذات ليلة راقدة أريت في منامي كأني رفعت إلى روضة خضراء، ذات قصورٍ ونبت حسن، فبينا أنا أجول فيها أتعجب من حسنها، إذا أنا بطائر أخضر، وجارية تطارده كأنها تريد أخذه، قالت: فشغلني حسنها عن حسنه، فقلت: ما تريدين منه ؟ دعيه، فوالله ما رأيت طائراً قط أحسن منه. قالت: بلى، ثم أخذت بيدي فأدارت بي في تلك الروضة حتى انتهت بي إلى باب قصر فيها، فاستفتحت، ففتح لها، ثم قالت: افتحوا لي بيت لمقة، قالت: ففتح لها باب شاع منه شعاع استنار من ضوء نوره ما بين يدي وما خلفي، وقالت لي: ادخلي، فدخلت إلى بيت يحار فيه البصر تلألؤاً وحسناً، ما أعرف له في الدنيا شبيهاً أشبهه به. فبينا نحن نجول فيه إذ رفع لنا باب ينفذ منه إلى بستان، فأهوت نحوه أنا معها، فتلقانا فيه وصفاء كأن وجوههم اللؤلؤ، بأيديهم المجامر، فقالت لهم: أين تريدون ؟ قالوا: نريد فلاناً قتل في البحر شهيداً. قالت: أفلا تجمرون هذه المرأة قالوا: قد كان لها في ذلك حظ فتركته. قالت: فارسلت يدها من يدي، ثم أقبلت علي فقالت:

صَلاتُكِ نورٌ والعِبادُ رُقودُ

ونوْمك ضِدٌّ للصّلاة عنيدُ.

وعمرُك غُنْم إن عقلتِ ومهلةٌ

يسيرُ ويفنى دائماً ويبيدُ.

ثم غابت من بين عيني، واستيقظت حين تبدى الفجر، فوالله ما ذكرتها فتوهمتها إلا طاش عقلي، وأنكرت نفسي.قال: ثم سقطت رابعة مغشياً عليها.

معاذة وغايتها من صلاتها

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا الحسين قال: حدثناعبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن بسطام قال: حدثنا عمران بن خالد قال: حدثتني أم الأسود بنت زيد العدوية، وكانت معاذة قد أرضعتها، قالت:قالت لي معاذة، لما قتل أبو الصهباء وقتل ولدها: والله يا بنية ! ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيشٍ، ولا لروح نسيم، ولكني والله أحب البقاء لأتقرب إلى ربي، عز وجل، بالوسائل لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وولده في الجنة.

معاذة تبكي وتضحك عند احتضارها

وبإسناده قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني روح بن سلمة الوراق قال:سمعت عفيرة العابدة تقول: بلغني أن معاذة العدوية، لما احتضرت، بكت، ثم ضحكت، فقيل لها: بكيت ثم ضحكت، فمم البكاء ومم الضحك، رحمك الله ! قالت: أما البكاء فإني، والله، ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر، فكان البكاء لذلك.وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي، فإني نظرت إلى أبي الصهباء، وقد أقبل في صحن الدار، وعليه حلتان خضراوان، وهو في نفرٍ، والله ما رأيت لهم في الدنيا شبهاً، فضحكت إليه، ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضاً.قال: فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة.

ذو الرمة ومي

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة قال: أنبانا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزبانيقال: حدثني محمد بن أحمد الكابت قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن زياد الأعرابي. قال: حدثني أبو صالح الفزاري قال:ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب، فقال عصمة بن مالك الفزاري شيخ منهم، بلغ مائة وعشرين سنة: إياي فسلوا عنه ! كان حلو العينين، حسن المضحك، براق الثنايا، خفيف العارضين، إذا نازعك الكلام لا تسأم حديثه، وإذا أنشد أبر وحسن صوته. جمعني وإياه مربع مرةً، فأتاني فقال: هيا عصمة ! إن ميا منقرية، ومنفر أخبث حي وأقوفه لأثر، وأثبته في نظر، وأعلمه ببصر، وقد عرفوا آثار إبلي، فهل نزداد عليها مياً ؟ قال: إي والله، الجؤذر بنت يمانية.قال: فعلينا بها ! فجئت بها، فركب وردفته، ثم انطلقنا حتى نهبط على مي، وإذا الحي خلوف، فلما راتنا النسوة عرفن ذا الرمة، فتقوضن من بيوتهن حتى اجتمعن، وأنخنا قريباً، وجئناهن، وجلسنا، فقالت ظريفة منهن: أنشدنا يا ذا الرمة، فقال لي: أنشدهن، فأنشدت قوله:

وَقَفْتُ على رَبْعٍ لمَيّةَ ناقَتي،

فما زِالتُ أبكي عنده، وَأُخاطبُه.

فلمّا انتَهَيتُ إلى قولِه:

نَظَرْتُ إلى أظْعَانِ مَيّ كَأنّها

ذُرَى النّخلِ، أوْ أثلٌ تميلُ ذَوَائُبهْ.

فَأسْبَلَتِ العَيْنانِ وَالقَلْبُ كَاتِمُ

بِمُغرَوْرِقٍ نَمّتْ علي سَوَاكِبُهْ.

بَكَى وَامِقٌ، جَاءَ الفِرَاقُ، وَلم يُجِل

جَوَائِلَهَا، أسْرَارُهُ أوْ مَعَاتِبُه.

قالت الظريفة: لكن اليوم فليجل، ثم مضيت.فلما انتهيت إلى قوله:

وَقَدْ حَلَفت باللهِ مَيّةُ مَا الّذِي

أحَادِثُهَا إلاّ الّذِي أنَا كَاذِبُهْ.

إذَنْ، فَرَمَاني اللهُ مِنْ حَيثُ لا أرَى،

وَلا زَالَ في أرضِي عَدُوٌّ أُحَارِبُهْ.

قالت مي: ويحك يا ذا الرمة خف عواقب الله، عز وجل، ثم مضيت حتى انتهيت غلى قوله:

إذَا سَرَحَتْ من حُبّ مَيّ سَوَارِحٌ

عَلى القَلْبِ آتَتْهُ جَميعاً عَوَازِبُهْ.

فقالت الظريفة: قتلته قتلك الله ! فقالت مية: ما أصحه وهنيئاً له. قال: فتنفس ذو الرمة تنفسةً كاد حرها يطير بلحيته، ثم مضت حتى انتهيت غلى قوله:

إذا نَازَعَتكَ القَوْلَ ميّةُ أوْ بَدَا

لك الوَجهُ منها أوْ نضَا الدِّرْعَ سالبُهْ.

فَيَا لكَ مِنْ خَدٍّ أسِيلٍ وَمَنْطِقٍ

رَخِيمٍ وَمِنْ خُلْقٍ تَعَلّلَ جَاذِبُهْ.

فقالت الظريفة: هذا الوجه قد بدا، وهذا القول قد تنوزع، فمن لنابأن ينضو الدرع سالبه ؟ فالتفتت إليها مي فقالت: ما لك، قاتلك الله، ماذا تجنين به ؟ فتضاحكت النسوة، فقالت الظريفة: إن لهذين لشأناً، فقم بنا عنهما، فقمن، وقمت فصرت إلى بيت قريب منهما أراهما، ولا أسمع كلامهما إلا الحرف بعد الحرف، فوالله ما رأيته برح مكانه، ولا تحرك.وسمعتها تقول: كذبت والله، فوالله ما أدري ما الذي كذبته فيه، فتحدثا ساعةً، ثم جاءني ومعه قويريرة فيها دهن طيب، فقال: هذه دهنة أتحفتنا بها مي، فشأنك بها.وهذه قلائد زودتنا للجؤذر، فلا واللخ لا قلدتهن بعيراً أبداً.ثم عقدهن في ذؤابة سيفه. قال: فانصرفنا، فلم نزل نختلف إليها، مربعنا، حتى انقضى.ثم جاءني يوماً فقال: يا عصمة ! قد ظعنت مي، فلم يبق إلا الديار، والنظر في الآثار، فانهض بنا ننظر إلى آثارها، فخرجنا حتى وقفنا على ديارها، فجعل ينظر ثم قال:

ألا، فَاْسلَمي يا دَارَ مَيّ عَلى البِلى،

وَلا زَالَ مُنْهَلاًّ بجرْعائِكِ القَطْرُ.

فإنْ لم تَكُوني غيرَ شَامٍ بقَفْرَةٍ،

يَجُرّ بهَا الأذْيَالَ صَيفِيّةٌ كُدْرُ.

ثم انتضحت عيناه بعبرةٍ، فقلت: مه ! فقال: غني لجلد، وإن كان مني ما ترى، فما رأيت صبابةً قط، ولا تجلداً أحسن من صبابته وتجلده يومئذ، ثم انصرفنا، فكان آخر العهد به.

تآلفا في الحياة وفي الممات

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثنا علي بن أيوب القمي قال: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد قال: حدثني إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني معاذ بن يحيى الصنعاني قال:خرجت من مكة إلى صنعاء، فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس ساعات رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم، فقلت: أين تريدون ؟ قالوا: نريد أن ننظر إلى قبر عفراء وعروة، فنزلت عن محملي وركبت حماري، واتصلت بهم، فانتهيت إلى قبرين متلاصقين، قد خرج من كلا القبرين ساق شجرة، حتى إذا صارا على قامة التفا، فكان الناس يقولون: تآلفا في الحياة وفي الممات.

الهوى إله معبود

وبإسناده قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عون بن محمد قال: حدثنا إسحاق الموصلي قال: قال يحيى بن أكثم:قال ابن عباس: الهوى إله معبود ! فقيل له: أتقول ذلك ؟ فقال: قال الله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه.

عمر بن عون وحبيبته بيا

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن فارس الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزباني قال: حدثنا أبو الفضل المروروذي. قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن صالح قال:كان فتىً من بني مرة يقال له عمر بن عون، وكان يحب جاريةً من قومه يقال لها بيا بنت الركين، فتزوجها رجل من قومه يقال له دهيم، وأبت بيا إلا حب عمر بن عون، وأبى عمر إلا حبها وقول الشعر فيها، فخرج زوجها بها هارباً منه حتى وقع باليمن في بني الحارث بن كعب، فطلبها عمرن فخفي عليه أمرها، ولم يعلم موضعها، فمكث حياً يبكي ويبكي له من عرفه، ثم خرج حاجاً على ناقة له، ومعه صحابة له، وقال: لعلي أتعلق بأستار الكعبة، أسأل الله، فعسى أن يرحمني، فردها علي، أو يذهب بقلبي عن حبها. فلما كان بمنىً نظر إليه فتىً من بني الحارث بن كعب، فأعجبه فجلس إليه يتحدث معه، وأنشده عمر بعض شعره في بيا، وشكا إليه بعض ما هو فيه من البلاء.فرق له، فقال الفتى، وسأله عن صفتها وصفة زوجها، فوصفها له، فقال الفتى: عندي خبر هذه المراة، وهذا الرجل، منذ سنوات، فخر عمر لله تعالى ساجداً، ثم سأله عن حالها، فذكر أنها سالمة، وأنها باكية حزينة لا يهنؤها شيء من العيش.فقال له عمر: هل لك في صنيعةٍ عند من يحسن الشكر ؟ فقال له الفتى: أفعل ماذا ؟ قال عمر: تخلف عن أصحابك، وأتخلف عن أصحابي حتى لا يكون عند أحد منا علم، ثم أمضي معك متنكراً.فقال الفتى: ذلك لك في عنقي. فلما كان النفر تخلف كل واحد منهما عن صاحبه، وأقاما بمكة أياماً ثلاثةً أو أربعةً حتى ارتحل الحاج، ثم مضينا حتى وصل الفتى إلى أهله، فأدخله مع امرأته وأخته في منزلهما، ومضى إلى بيا، وأخبرها، فكانت كل تجيئه كل يوم فيتحدثان ويشكوان ما كانا فيه من البلاء والوحشة. واستراب زوجها بغشيانها ذلك البيت، ولم تكن من قبل تغشاه، ولا تقرب أهله، واستراب بطيب نفسها، وأنها ليست كما كانت، فخرج في رفقة إلى نجران على أن يغيب عشر ليال، فأقام ليلتين مختفياً في موضع، ثم أقبل راجعاً في الليلة الثالثة، وقد أمنه عمر، وظن أنه قد ذهب فأتاها، ففرشت له بساطاً قدام البيت، فتحدثا ثم غلبهما النوم، وهي مضطجعة على جانب البساط، وعمر على جانبه الآخر، فأقبل الزوج، فوجدهما على تلك الحال، فنظر في وجه عمر، فعرفه فأثبته، وانتبه عمر، فوثب بالسيف فزعاً.فقال له الزوج: ويلك يا عمر ما ينجيني منك بر ولا بحر. فقال عمر: يا ابن عمي ! ما نا على ريبةٍ، وما يسائلني الله تعالى عن أهلك عن قبيح قط، ولكن نشأت أنا وهي فألفتها وألفتني، ونحن صبيان، فلست أعطى عنها صبراً، وما بيننا شيء أكثر من هذا الحديث الذي ترى. قال له الزوج: أما أنا فلم أهرب إلى هذه البلاد إلا منك، فأما بعد ان صح عندي من عفتك وصدق قولك فإني لا أهرب منك أبداً. فأقاموا سنواتٍ، وهم على تلك الحال، فمات عمر وجداً بها، فكانت تبكي عليه الدماء، فضلاً عن الدموع، ثم مات دهيم بعد ذلك وعمرت هي.

التقي عزيز

وبإسناده قال: وأخبرني محمد بن سعد قال:أنشدني رجل من النساك:

ما للتّصَبّرِ، ما أعلاهُ من عَمَدٍ،

قد يُورِثُ الصّبرُ أهلَ الصّبرِ إحسانا.

كم عاشِق ماتَ شَوْقاً في تَعَذّبه،

وَعَاشِقٍ حالَ مَن يَهوَاهُ أحيَانَا.

لا شَيءَ أعلى منَ التّقوَى وَصُحبتها،

إنّ التّقيّ عَزِيزٌ حَيثُ ما كَانَا.

لا تنفع الرقى

ولي من أثناء قصيدة:

يا لَهْفَ قَلبي اليَوْمَ مَا بَالُهُ،

يُعَاوِدُ النُّكْسَ، إذَا فُرّقَا.

هَلْ سَلْوَةٌ ؟ هَيْهَاتَ لا سَلوَةٌ،

قد بَلَغَ السّيْلُ الزُّبى وَارْتَقَى.

لا تَرْقَيَا في حُبّهِ ذَا هَوى،

فَالحُبّ لا تَنْفَعُ فِيهِ الرُّقَى.

ماتت على القبر

أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي نصر قال: حدثني الفقيه أبو محمد بن أحمد بن سعيد الأندلسي قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن الربيع قال: حدثنا أبو علي القالي إسماعيل بن القاسم قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال:رأيت بالبادية امرأةً على راحلةٍ تطوف حول قبر وهي تقول:

يَا مَنْ بِمُقْلَتِهِ زَهَى الدّهْرُ،

قَدْ كانَ فِيكَ تَضَاءَلَ الأمْرُ.

زَعَمُوا قُتِلْتَ، وَمَا لهُمْ خبرٌ،

كَذَبوا، وَقَبرِكَ، ما لهُمْ عُذْرُ !

يَا قَبرَ سَيّدِنَا عَلَيْكَ رِضاً،

صَلّى الإلَهُ عَلَيْكَ يَا قَبرُ.

مَا ضَرّ قَبراً قَدْ سَكَنْتَ بِهِ

ألاّ يَمُرَّ بِأرْضِهِ القَطْرُ.

فَلْيَنْبُعَنْ جُودُكَ في تُرْبِهِ،

وَلْيُورِقَنّ بِقُرْبِكَ الصَّخْرُ.

وَإذَا غَضِبْتَ تَصَدّعَتْ فَرَقاً

مِنْكَ الجِبَالُ، وَخَافَكَ الذُّعْرُ.

وَإذا رَقَدْتَ، فَأنتَ مُنْتَبِهٌ،

وَإذَا انتَبَهْتَ، فَوَجْهُكَ البَدْرُ.

وَاللهِ ! لَوْ بِكَ لم أدَعْ أحَداً

إلاّ قَتَلْتُ لَفَاتَني الوِتْرُ.

قال: فدنوت منها لأسألها عن أمرها فإذا هي ميتة.

إسحاق وزهر الأعرابية

وبإسناده قال: حدثنا القالي قال: حدثني جحظلة قال: حدثني حماد بن إسحاق الموصلي قال:حدثني أبي قال:كتبت إلي زهر الأعرابية، وقد غابت عني، كتاباً فيه:

وَجْدِي يَجلُّ، على أنّي أُجَمْجِمُه،

وَجْدُ السّقِيمِ بِبُرْءٍ بَعدَ إزْفافِ.

أوْ وَجدُ ثكلى أصَابَ المَوْتُ وَاحدَها،

أوْ وَجْدُ مُنشَعِبٍ من بينِ أُلاف.

قال حماد: قال لي أبي، فكتبت إليها:

اقْرَأ السَلامَ على زَهْرٍ إذا شَحَطَتْ،

وَقلْ لها: قد أذقتِ القلبَ ما خَافَا.

أمَا أوَيتِ لمَنْ قَدْ بَاتَ مُكْتَئِباً،

يُذرِي مَدامِعَهُ سَحّاً وَتَوْكَافَا.

فَمَا وَجَدْتُ عَلى إلْفٍ أُفَارِقُهُ،

وَجْدِي عَلَيْكِ، وَقَدْ فارَقتُ آلافَا.

الضعيف الضائع

وبإسناده قال: حدثنا القالي قال:أنشدنا ابن دريد ولم يسم قائلاً ولا عزاه إلى أحد:

آلَ لَيْلى ! إنّ ضَيفَكُمُ

ضَائعٌ في الحَيّ مُذْ نَزَلا.

أمْكِنُوهُ مِنْ ثَنِيّتِهَا،

لم يُرِدْ خَمْراً وَلا عَسَلا.

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي