مصارع العشاق/رداء من الصون والعفاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

رداء من الصون والعفاف

ولي من نسيب قصيدة من أولها:

يا لَيلَةً لا أزَالُ أذكُرُها،

مَا نُسِيَتْ لَيلَةٌ، وَأشكُرُها

وَفَتْ سُلَيمَى فِيهَا بمَوْعِدِها،

إذْ طَرَقَتْ، وَالظّلامُ يُضْمِرُهَا

وَغَابَ عَنّا رَقِيبُنَا، فَصَفَتْ،

وكانَ يُخشَى مِنهُ تَكَدُّرُهَا

بِتنَا ضَجيعَينِ في مَلاحِفَ يَط

وِيهَا الهَوَى تَارَةً وَيَنشُرُهَا

أنهَلُ مِنْ رِيقِهَا عَلى ظَمَإٍ،

صَهبَاءَ، فوها الشّهيُّ مِعصَرُهَا

نَقلي عَلى شُرْبِ رِيقِها قُبَلٌ

تُشعِلُ نَارَ الهَوَى وَتُسعِرُهَا

إنْ مُلّ لَفظٌ مُكَرَّرٌ، فَمُنى

نَفسِيَ في لَفظَةٍ تُكَرّرُهَا

جَارِيَةٌ ذاتُ مَنظرٍ حَسَنٍ،

أحسَنَ تَصويرَها مُصَوّرُهَا

كالغًصنِ قَدّاً، وَالبَدرِ إن سَفَرَتْ،

شَبِيهُهَا في الظّبَاءِ أحوَرُها

فَمِنْ كَثيبٍ وَارَاهُ مِئْزَرُهَا،

وَبَدرِ تِمٍّ غَطّاهُ مِعجَرُهَا

طَيّبَةُ الأصلِ لَستُ أنسِبُهَا

مَخافَةً أنْ يَغَارَ مَعشَرُها

وَخافَتِ الصّبحَ أنْ يَنِمّ عَلى

مَكَانِهَا ضَوْءُهُ فَيَشهَرُهَا

فَوَدّعَتني عَجلَى، وَأدمُعُهَا

يَبُلُّ أرْدانَهَا تَحَدّرُهَا

وَانصَرَفَتْ في رِداءِ مَكرُمَةٍ،

وَحُلّتَيْ عِفّةٍ تُجَرِّرُهَا

رِداؤُهَا الصّوْنُ وَالعَفَافُ، فَمَا

تَكَادُ عَينُ الأنَامِ تَنظُرُهَا

وهي طويلة اقتصرت على ما ذكرته.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي