مصارع العشاق/رقية حميرية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

رقية حميرية

وجدت بخط شيخي أبي عبد الله الحسين بن الحسن الأنماطي في مجموع له بخطه قال:وحكى بعضهم عن شيخ من أهل اليمن أنه وجد في كتاب بالمسند، وهي لغة حمير، كلاماً كانت حمير ترقي به العاشق، فيسلو.وهو:

ما أحسَنَتْ سَلمَى إليكَ صَنيعَا،

تَرَكَتْ فؤادَكَ بالفِرَاقِ مَرُوعا

قال: فحدثت بهذا الحديث كاهنةً كانت هناك، فلما كان من غد ذلك اليوم، لقيتني فقالت: إني رأيت البارحة الشعر يحتاج أن يقلب كلامه وحروفه، حتى يسلو به العاشق.قلت: فكيف يقلب كلامه ؟ قالت: يقول مروعاً بالفراق فؤادك تركت صنيعاً إليك سلمى.أحسنت ما. أخبرنا أحمد بن علي الوراق بصور، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي بدمشق، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر، حدثنا الزجاجي، حدثنا الأخفش، حدثني أبي عن أبيه قال:خرجت إلى سر من رأى في بعض حاجاتي فصحبني رجل في الطريق، فقال: ألا أنشدك شيئاً من شعري ؟ قلت: بلى، فأنشدني:

وَيلي على سَاكِنِ شَطِّ الصَّرَاهْ،

مَرّرَ حُبِّيهِ عَليّ الحَيَاهْ

مَا يَنْقَضِي مِنْ عَجَبٍ فِكرَتي،

في خَلّةٍ قَصّرَ فِيها الوُلاهْ

تَرْكُ المُحبّينَ بِلا حَاكِمٍ،

لَمْ يَنصبُوا للعَاشِقينَ القُضَاهْ

أما، وَمَنْ أصْبَحتُ عَبداً لَهُ،

وَمَنْ لَهُ في كُلّ أُفْقٍ رُعَاهْ

لَوْ أنّني مَلَكْتُ أمرَ الهَوَى،

مَلأتُ بالضّرْبِ ظُهُورَ الوُشَاهْ

حَتى إذا قَطّعتُ أبْشَارَهُمْ،

قَعَدءتُ أقْضِي للفَتى بالفَتاهْ

لَقَدْ أتَاني عَجَبٌ رَاعَني

مَقَالُهَا للقَوْمِ: يا ضَيعَتَاهْ

أمِثلُ هَذَا يَبْتَغِي وَصْلَنَا ؟

أمَا يَرَى ذَا وَجْهَهُ في المِرَاهْ ؟

فقلت: من أنت ؟ قال: أنا القصافي الشاعر.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي