زيارة الطيف
ولي من قصيدة:
بَعَثَتْ خادِمَها نَحوِي، وَقَدْ
أبصَرَتْ حَبْلَ الهَوَى مُنْصَرِمَا
تَتَرَثّى ليَ مِنْ وَشكِ نَوىً،
فَتَكَت فِينَا، وبَينٍ ظَلَمَا
وَتَقُولُ: الصّبرُ أوْقَى جُنّةً،
فَادّرِعْ صَبْرَكَ، أوْ مُتْ كرمَاَ
وَتَزَوّدْ نَظَراً تَحْيَ بِهِ،
لَستَ في أهلِ الهَوَى مُتّهَمَا
قُلتُ: زَادِي شُرْبَةٌ مَثْلُوجَةٌ
مِنْ ثَنَاياكِ، فقد مسّ الظَّما
فاسمَحي لي، يا ابنَةَ العمّ، بهَا،
وَاجعَلي إبرِيقَهَا مِنكِ الفَمَا
فَتَمَلّتْ غَضَباً، وَاختَمَرَتْ
بحَيَاءٍ، زَادَ جِسمي سَقَما
ثم قالتْ: كنتَ يا صَاحِبَنَا
قَبلَ هَذا عِندَنَا مُحتَشَما
إنّ ثَوْبَ الصَّوْنِ والعِفّةِ مِنْ
دُونِ ما تَطلبُهُ مِنّا حِمَى
لَيسَ بَعدَ اليَوْمِ إلاّ طَيْفُنَا،
يَمتَطي اللّيلَ، إذا مَا أظلَمَا
قلتُ: يا هَذي هَبي الطّيف سَرَى،
أيَزُورُ الطّيفُ إلاّ النُّوَّمَا ؟