مصارع العشاق/سيد العشاق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

سيد العشاق

حدث أبو عمر بن حيويه ونقلته من خطه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف قال: حدثني أبو بكر العامري قال: حدثني أبو عبد الله القرشي وحدثنا الدمشقي عن الزبير قال: حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال:عشق رجل من ولد سعيد بن العاص جاريةً مغنية بالمدينة، فهام بها، وهو لا يعلمها بذكل، ثم إنه ضجر فقال: والله لأبوحن لها، فأتاها عشيةً، فلما خرجت إليه، قال لها: بأبي أنت أتغنين:

أتُجْزُونَ بالودّ المُضاعَفِ مثلَه،

فإنّ الكريم مَن جزَى الودَّ بالودِّ.

قالت: نعم، وأغني أحسن منهن ثم غنت:

للّذي وَدّنا الموَدّةُ بالضِّعْ

فِ، وَفَضْلُ البادي بِهِ لا يُجازَى.

لَوْ بَدا ما بِنَا لَكُم ملأ الأر

ضَ وأقطارَ شامِهَا والحِجَازَا.

فاتصل ما بينهما، فبلغ الخبر عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، فابتاعها له و أهداها إليه، فمكثت عنده سنة ثم ماتت، فبقي مولاها شهراً أو أقل ثم مات كمداً عليها، فقال أبو السائب المخزومي: حمزة سيد الشهداء، وهذا ، فامضوا بنا حتى ننحر على قبره سبعين نحرة، كما كبر النبي، صلى الله عليه وسلم وآله وسلم، على قبر حمزة، رضي الله عنه، سبعين تكبيرة.قال: وبلغ أبا حازم الخبر، فقال: ما من محب في الله يبلغ هذا إلا وليّ.

قتيل الهجران

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الخياط قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بمكة قال: حدثنا أحمد بن أبي عمران قال: سمعت أبا بكر الرازي قال: سمعت عبد الرحمن الصوفي يقول:كنت ببغداد في سوق النخاسين، فرأيت قوماً مجتمعين، فدنوت منهم، فرأيت شاباً مصروعاً مغشياً عليه، فقلت لواحد منهم: ما الذي أصابه ؟ فقال: سمع آيةً من كتاب الله، عز وجل، فقلت: أية آيةٍ كانت ؟ فقال: قوله، عز وجل: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ؟ قال: فلما سمع أفاق، وأنشأ يقول:

ألمْ يأنِ للهِجرَانِ أن يَتَصَرّما

وللغُصْنِ، غُصْنِ البَانِ، أن يتبسّما.

وللعاشِقِ الصَّبّ الذي ذابَ وانحنى،

أما آنَ أن يُبْكي عليهِ وَيُرْحَما.

كَتَبْتُ بِمَاءِ الشّوْقِ، بينَ جَوَانحي،

كِتاباً حَكى نَقشَ الوُشاةِ مُنمنَما.

ولما شكوت الحب

أخبرنا عبد العزيز بن علي الطحان قال: أخبرنا علي بن عبد الله الهمذاني في المسجد الحرام قال: حدثني الجنيد قال:أرسلني سري في حاجةٍ يوماً فمضيت فقضيتها، فرجعت، فدفع رجل رقعة، وقال: ما في هذه الرقعة أجرتك لقضاء حاجتي، ففتحتها، فإذا فيها مكتوب:

وَلمّا شَكَوْتُ الحُبَّ قالَتْ كَذَبتني

ألستُ أرَى مِنكَ العِظامَ كوَاسِيَا.

وَما الحُبُّ حتى يَلصَقَ الكِبدُ بالحَشا،

وَتَخمُدَ حتى لا تجيبَ المُنادِيَا.

وَتَضْعُفَ حتى لا يُبَقّي لكَ الهوَى

سوى مُقلَة تَبكي بها وَتُنَاجِيَا.

دماء أهل الهوى هدر

ولي من أثناء قصيدة:

لا تَطلُبوا بدمِ العشّاقِ طائَلةً،

دماءُ أهلِ الهَوى مَطلولَةٌ هَدَرُ.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي