شعر على حائط
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري قال: قال أبو علي صديقنا:حدثني بعض أهل المعرفة أنه بينا هو في بعض بلاد الشام نزل في دار من دورها، فوجد على بعض حيطانها مكتوباً:
دَعُوا مُقلَتي تبكي لِفَقدِ حَبيبها،
لتُطفي ببرْدِ الدّمعِ حَرَّ كُرُوبِهَا
ففي حلّ الدّمعِ للقلبِ رَاحةٌ،
فَطُوبَى لنَفسٍ مُتّعَتْ بِحَبيبها
بمَنْ لَوْ رَأتْهُ القَاطِعاتُ أكفَّهَا
لَما رَضِيَتْ إلاّ بقَطعِ قُلُوبِها
قال: فسأل عنه، فأخبر أن بعض العمال نزل هذه الدار، وقد أصاب ثلاثين ألف دينار، فعلق غلاماً، فأنفق ذلك المال كله عليه.قال: فبينا أنا جالس إذ مر بنا ذلك الغلام، قال: فما رأيت غلاماً أحسن منه حسناً وجمالاً.