مصارع العشاق/شعر يزيد بن الطثرية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

شعر يزيد بن الطثرية

أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، رحمه الله، أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباريأنشدني أبي ليزيد بن الطثرية، والطثر عند العرب: الخصب وكثرة اللبن:

ما وَجْدُ عَلْوِيِّ الهَوَى حَنّ وَاجتَوَى

بِوَادِي الشَّرَا وَالغَوْرِ ماءً وَمَرْتَعَا

تَشّوَقَ لمّا عَضّهُ القَيدُ وَاجتَوَى

مَرَاتِعَهُ من بَينِ قُفٍّ وَأجْرَعَا

وَرَامَ بِعَينَيهِ جِبِالاً مُنيفَةً،

وَمَا لا يَرَى فِيهِ أخو القَيدِ مَطمَعَا

إذا رَامَ مِنهَا مَطلَعاً رَدّ شَأوَهُ

أمينُ القُوَى، عَضّ اليَدينِ فأوْجَعَا

بِأكْبَرَ مِنْ وَجْدٍ برَيّا، وَجَدتُهُ،

غَداةَ دَعَا دَاعي الفِرَاقِ فَأسمَعَا

خَليليَ قِفْ، لا بُدّ مِنْ رَجعِ نَظرَةٍ

مُصَعَّدَةٍ، شتّى بها القَوْمُ أوْ مَعَا

مغتَصَبٍ قَد عَزّهُ الشّوْقُ أمرَهُ،

يُسِرّ، حَياءً، عَبرَةً إنْ تَطَلّعَا

تَهيجُ لَهُ الأحزَانُ وَالذّكرُ، كُلّمَا

تَرَنّمَ، أوْ أوْفَى من الأرضِ مَيَفَعا

تَلَفّتُّ للإصغَاءِ، حَتّى وَجَدْتُني

وَجِعتُ مِنَ الإصغَاءِ لِيتاً وَأخدَعَا

قِفا وَدِّعا نَجداً وَمَن حَلّ بالحِمَى،

وَقَلّ لنَجدٍ عِندَنَا أنْ يُوَدَّعَا

حَنَنتَ إلى رَيّا، وَنَفسُكَ بَاعَدَتْ

مَزَارَكَ مِنْ رَيّا وَشِعبَاكُمَا مَعَا

فَمَا حَسَنٌ أنْ تَأتيَ الأمْرَ طَائِعاً،

وَتَجزَعَ إن داعي الصّبَابة أسمَعَا

وَلَيسَتْ عَشِيّاتُ الحِمَى بِرَوَاجِعٍ

عَلَيكَ، وَلكِن خَلِّ عَينيكَ تَدمَعَا

بكَتْ عَينيَ اليُسرَى، فَلمّا زَجَرْتُها

عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أسبَلتَا مَعَا

وَأذكُرُ أيّامَ الحِمَى ثُمّ أنثَني

عَلى كَبدِي من خَشيَةٍ أن تَصَدّعَا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي