مصارع العشاق/صريع الغواني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

صريع الغواني

أنبأنا أحمد بن علي قال: حدثنا علي بن أيوب قال: حدثنا محمد بن عمران قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة عن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد:أن مسلم بن الوليد الأنصاري لما وصل الرشيد في أول يوم لقيه أنشده قصيدته التي يصف فيها الخمر، وأولها:

أديرَا عليّ الكَأسَ لا تَشرَبَا قَبْلي،

ولا تَطلُبا من عند قاتلي ذَحلي.

فاستحسن ما حكاه من وصف الشراب واللهو والغزل وسماه يومئذ بآخر بيت منها وهو:

هلِ العيشُ إلاّ أن ترُوحَ معَ الصِّبا،

وتغدو صريعَ الكأس والأعينِ النُّجل.

غليل ودموع

أخبرنا أبو بكر الأردستاني بقراءتي عليه في المسجد الحرام بباب الندوة قال: أخبرنا ابن حبيب المذكر قال:دخلت دار المرضى بنيسابور فرأيت شاباً من أبناء النعم، يقال له أبو صادق السكري، مشدوداً، وهو يجلب ويصيح، فلما بصر بي قال: أتروي من الشعر شيئاً ؟ قلت: نعم ! قال: من شعر من ؟ قلت: من شعر من شئت.قال: من شعر البحتري ؟ قلت: أي قصيدة تريد ؟ فقال:

ألَمْعُ بَرقٍ سرى أم ضوْءُ مِصْبَاحِ

أمِ ابتسامتُها بالمَنظَرِ الضّاحي ؟

فأنشدته القصيدة، فقال: فأنشدك قصيدة ؟ قلت: نعم ! فأخذ في إنشاد قصيدته:

أقصِرَا ! إنّ شأنِيَ الإقصَارُ،

وَأقِلاَ لا ينفَعُ الإكثارُ.

حتى بلغ قوله:

إن جرَى بينَنا وبينَكِ عتَبٌ،

أوْ تناءتْ منّا ومنكِ الديارُ.

فالغَليلُ الذي عهِدتِ مُقيمٌ،

والدموعُ التي شهِدتِ غِزارُ.

فقفز وجعل يرقص في قيده ويصيح إلى أن سقط مغشياً عليه.

عبد الله بن جعفر وجاريته.

وجدت بخط أحمد بن محمد بن علي الأنبوسي، ونقلته من أصله، قال: حدثنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة قال: حدثني جدي قال: حدثني عمي قال: حدثني علي بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني بكر بن إسحاق النجلي قال: حدثنا أبو سهل محمد بن عمر الأنصاري عن محمد بن سيرين قال:نظر عبد الله بن جعفر إلى جارية له كان يحبها حباً شديداً وهي تلاحظ مولاه فسألها: بالله هل تحبين فلاناً ؟ فقالت: أعيذك بالله يا سيدي ! قال فسألها: بالله لا تكتميني ذلك ! فسكتت فأعتقها ودعاه فزوجها إياه.قال: ثم إن نفسه تتبعتها فدعا مولاه فقال: أتنزل عنها ولك عشرة آلاف درهم ؟ قال: لا والله، ولا مائة ألف درهم.قال: بارك الله لك فيها ! قال فأعرض عنها.؟ قال: فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيراً حتى مات مولاه وتزوجها ابن جعفر بعد ذلك. قال ابن حسين فذكرت هذا الحديث لأبي ياسين الرقي فحدثني عن بعض أصحابه أن عبد الله بن جعفر لما دخلت عليه أنشأ يقول:

رضيتُ بحُكم الله في كلّ أمرِه،

وَسَلّمتُ أمرَ اللهِ فيّ كما مضى.

بَلاني وأبلاني بحُبّ دَنِيّةٍ،

وَصَبّرَني حتى امَّحى الحبُّ فانقضى.

لَعَمرِيَ ! ما حُبّي بحُبّ مَلالَةً،

ولا كانَ وُدّي زائلاً فَتَنَقّضَا.

ولكنّ حبّي معْهُ دَلٌّ يزينهُ،

وَيُعرِضُ أحياناً إذا الحِبُّ أعرَضَا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي