مصارع العشاق/عفا الله عن ليلى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عفا الله عن ليلى

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف قال: وقال العمري عن عطاء بن مصعب:خرج المجنون مع قوم في سفر، فبينا هم يسيرون إذا اتسعت لهم طريق إلى الماء الذي كانت عليه ليلى، فقال المجنون لأصحابه: إن رأيتم أن تحطوا وترعوا وتنتظروني حتى آتي الماء ؟ فأبوا عليه، وعذلوه، فقال لهم: أنشدكم الله لو أن رجلاً صحبكم، وتحرم بكم، فأضل بعيره، أكنتم مقيمين عليه يوماً حتى يطلب بعيره ؟ قالوا: نعم ! قال: فوالله لليلى أعظم حرمةً من البعير، وأنشأ يقول:

أأترُكُ لَيلى لَيسَ بَيني وَبَينهَا

سِوَى لَيلَةٍ، إني إذاً لَصَبُورُ

هَبوني امرَأً مِنكُم أضَلَّ بَعيرَهُ

لَهُ ذِمّةٌ، إنّ الذِّمَامَ كَبيرُ

وَللصّاحبُ المَتروكُ أعظمُ حُرْمَةً

عَلى صَاحبٍ من أنْ يَضِلَّ بَعِيرُ

عَفَا اللهُ عَن لَيلى، الغَداةَ، فإنّها

إذا وَلِيَتْ حُكْماً عَليَّ تَجُورُ

قال: فأقاموا عليه حتى مضى ورجع.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي