مصارع العشاق/عمر وجميل وبثينة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عمر وجميل وبثينة

أخبرنا محمد بن الحسين، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، حدثنا أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله القرشي قال:خرج عمر بن أبي ربيعة إلى الجباب، حتى إذا كان بالجباب لقيه جميل بن معمر، فاستنشده عمر بن أبي ربيعة، فأنشده كلمته التي يقول فيها:

خَلِيليّ في ما عِشتُما هَلْ رَأيتُما

قَتيلاً بكَى من حبّ قاتِلِهِ قَبلي

ثم استنشده جميل، فأنشده قافيته التي أولها:

عَرَفتُ مَصيفَ الحَيّ وَالمُترَبَّعَا

حتى بلغ إلى قوله:

وَقَرّبنَ أسبَابَ الهَوَى لمُتَيَّمٍ

يَقيسُ ذرَاعاً قِسنَ إصْبَعَا

فصاح جميل واستحيا، وقال: لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا.فقال له عمر: اذهب بنا إلى بثينة لنتحدث عندها فقال له: إن الأمير قد أهدر دمي متى جئتها، قال: دلني علي أبياتها ! فدله، ومضى حتى وقف على الأبيات، وتأنس، وتعرف، ثم قال: يا جارية أنا عمر بن أبي ربيعة، فأعلمي بثينة مكاني ! فأعلمتها، فخرجت إليه فقالت: لا والله يا عمر ! ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك.قال: وإذا امرأة طوالة أدماء حسناء، فقال لها عمر: فأين قول جميل:

وَهُما قالَتا: لَو أنّ جَميلاً

عَرَضَ اليَوْمَ نَظرَةً فَرَآنَا

نَظَرَتْ نَحوَ تِرْبِها ثمّ قالَتْ:

قَد أتَانَا، ومَا عَلِمنَا، مُنَانَا

بَينَمَا ذاكَ مِنهُمَا رَأتَاني

أُعمِلُ النّصّ سَيرَةً زَفَيَانَا

فقالت له: لو استمد جميل منك ما أفلح، وقد قيل: اشدد البعير مع الفرس إن تعلم جرأته وإلا تعلم من خلقه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي